جون أشر عالم جغرافي إنكليزي ــ عضو الجمعية الجغرافية الملكية في لندن ــ توجه للاطلاع على المرقدين المقدسين، وابتدأ بمرقد الأمام الحسين (عليه السلام) وحيث انه من الصعب أن يدخله، فقد آثر التقرب اليه من الباب الكبير (باب القبلة) ولما وصل إلى ساحة الباب الكبير الأمامية للصحن الحسيني بقصد الملاحظة والتفرج، حثه القواسون المرافقون له على المغادرة خشية أن يجتمع الناس والمتطرفون من حولهم، فيقع ما لم يكن في الحسبان.
غير ان أحد القواسين أخذهم إلى دار أحد التجار، كان قد سكن بغداد مدة من الزمن، واتصل بالمقيم البريطاني في قضاء حاجة له، فرحب بهم في بيته حينما علم بأنه من الإنكليز، وأقعدهم بقرب أحد الشبابيك المطل على الصحن ليتمكنوا من مشاهدة المرقد المقدس بهيبته الكاملة.
ولما وصف الروضة الحسينية قال: أن ساحة الصحن المحيط بالضريح المقدس، والمحاطة هي نفسها بالبيوت، لم تكن مبلطة. وأن جنائز المتنفذين والموسرين من الشيعة، الذين كان بوسعهم دفع الرسوم والنفقات المطلوبة كانت تدفن فيه.
كما وصف قبة مرقد الحسين والمنائر المذهبة، والجدران والافاريز المزينة بالقاشاني الجميل وغيره بالوصف المألف المعروف.
وبخصوص مرقد ابي الفضل العباس (عليه السلام) فقد شاهده من سطح أحد المنازل القريبة من الصحن وقال عنه: إنه كثير الشبه بمرقد الحسين (عليه السلام)، لكن صحنه المحيط بالحضرة أضيق من صحن الحسين وغير مبلط، كذلك كان يستعمل للدفن.
وقد وجد صحن العباس مكتظة بالمعممين الذين كانوا يجلسون للتسكع وتزجية الوقت، او لأداء الصلاة لكنه في كلتا الحالتين من المشاهدة للصحنين الشريفين لم يتمكن من معرفة شيء من داخل الحرم.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج1، ص84.