ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
تكامل الدين والعلم - هو انتفاع الدين بالعلم في مسعاه وذلك من وجوه كثيرة، ومنها..
1.. أن العلم ينتهي في مسعاه لاكتشاف سنن الحياة إلى البحث عن نشأة الكون والحياة والظواهر الخارقة، ويلتقي في هذه النقطة بالدين التقاء واضحة.
۲. أن العلم كلما تطور كشف عن إبداع وتنظم أكبر في الكون؛ مما يثير انبهار كبيرة بالصانع - خاصة لدى علماء الفيزياء وعلماء الأحياء - كما أنه يتابع سير الحياة والكائنات وأنواعها، واتساع الكون وآفاقه، ويبين أن كل ذرة في الكون ليست شيئا ساكنا، بل هي في حركة دائمة منضبطة بقوانين معينة. وذلك كله يجعل الإنسان يشعر فعلا بصدق قوله تعالى: (ولله يسجد من في السماوات والأرض)، والمراد بالسجود خضوع الكائنات للسنن التي سنها الله سبحانه لها.
المصدر/ المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص45-46