إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
الشعور بالشكر والامتنان بما أنعم عليه من عظيم نعمه وإحسانه، فإنما المرء في أصله صنيعة من صنائع الله، وحياته من فيض إنعامه، ولو استثمرها أدى الى سعادة دائمة، كما إن المشهد الذي بعيش فيه بصنوف نعمه كلها يعود إليه سبحانه فهو صاحبه وخالقه، وانما مثل الانسان فيه مثل امرئ حل في مضيف آخر يستمتع بضيافته ويعيش بين صنوف نعمته، فهو في جميع أحواله في هذا المضيف يعيش مشاعر الشكر لصاحبه والامتنان له.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص91