إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ان من كان نصيبه من ذكر الله سبحانه والدار الآخرة صلاته التي يصليها على سهو من قلبه واستعجال من أمره كيف له ان يقدر الله سبحانه حق تقديره وهو لا يؤمن به حق ايمان ولا يجاهد في سبيله حق جهاد.
ولينظر المرء موقع هذه الحياة الدنيا بالنسبة الى الآفاق الغائبة والمستقبلية للوجود، ومقدار المساحة التي يحتلها في مجموع هذا العالم الوسيع، ثم ليحله في قلبه بنفس النسبة حتى يكون موفقاً في عمله صائباً في تقديره.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص90