إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
كيف لا يستغرق المرء في هذه الحياة الدنيا ولا يلهو بها عن ذكر الله سبحانه والدار الآخرة وهي شغلة الشاغل، واهتمامه الدائم، عليها تنفتح حواسه في تمام يومه وبها تتعلق همومه في خلواته، يتذوق متعها إن أصابها، ويتألم لفقدها إن منعها، والمرء مأنوس بما عاشه وفكر فيه، فرب اخ للمرء لا يذكره لعبده، وصديق أقرب إلى أخيه من نفسه.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص88