إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ليعلم امرؤ ان الفاصل بين درجة اعتقاد المرء وهو في هذه الحياة وبين ما يكون علية حين ينكشف له الغطاء بعد لقائه الله سبحانه وشهادته لعوالم البرزخ والقيامة مؤشر على مقدار غبنه لنفسه وخسارته في يوم (لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ) فليرق المرء باعتقاده الى درجة لو كشف له الغطاء لم يزدد يقيناً، حتى لا يفاجأ بما يشهده غداً، ولا تلحقه الحسرة والندامة على قلة اعتباره عندما بلغته أنباؤه.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص86