إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
اعلم ان الاعتقاد الجازم بالشيء يكون على مرتبتين العلم الاعتيادي بالشيء , واليقين به , فإذا اعتقدت بخطأ تصرف ما لسوء عاقبته أو ضرورته من جهة أهمية آثاره, فقد يكون هذا الاعتقاد – بالرغم من الجزم به – ضعيفاً ,لا يؤدي بك الى تجنب ما اعتقدت خطأه ولا الإتيان بما اعتقدت صلاحه, فتغلب عليك نزعاتك حتى كأنك شاك في ما علمته ومتردد في ما اعتقدته , حينئذ لا يستتبع الاعتقاد الاثر اللائق به والعمل المناسب له , بل يضر بصاحبه من حيث ان الحجة به اثم عليه والمعذرة معه منتفية عنه .
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1،ص84