إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
أن الانسان قد متع بهذه الحياة كجلسة امتحان وفرصة اختبار , بداية لسفرة طويلة يكون زاده فيها مساعيه في تلك الفرصة العاجلة والمدة الزائلة فما اقصر هذه الحياة في مسيرة الانسان اذا قيست بما بعدها من عوالم الخلود , وما أخطر مسعى يترك على حياة الانسان أثراً خالداً وظلاً دائماً أن خيراً فخيرا وان شراً فشراً.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1،ص82