إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
النظام العام للحكمة (معادلة درجة الإدراك والمدُرك ومقدار المؤونة)
الحكمة (3): أن للإدراك- الذي هو أحد أركان المعادلة الثلاثية- مراتب يكون لكلَّ تأثيره بحسب مرتبته:
لكن على الرّغم من ذلك فإن وجود الاحتمال المخالف في مورد الاطمئنان ولو كان ضئيلاً يؤثر في بعض المعلومات بحيث ينبغي اعتباره لدى العقلاء، لأنك كلما نقصت من مرتبة الاحتمال وزدتَ في درجة المحتمل بما يناسبها
عاد الاحتمال فاعلاً له محالة، فالاحتمالات الضئيلة جداً التي لا يعتنى بها في عامة الأمور حتى في مورد احتمال تعرض الإنسان للقتل قد يعتنى بها فيما لو فرض أمر في غاية الخطورة مثل وجود قنبلة نووية يحتمل انفجارها،
فترى أنه يعتنى بالاحتمال الضئيل فيها وإن كان واحداً في الألف أو دون ذلك.
............................................................
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص32- 33.