كما هو معروف ان الطقس العراقي ولاسيما في المحافظات الوسطى والشمالية والتي تتمتع بوفرة البساتين والمساحات المفتوحة يكون بارداً في فصل الشتاء بصورةٍ تكاد ان لا تُقاوم.
اورد الاستاذ صاحب الشريفي في المؤلف (كربلائيون في ذاكرة التراث الشعبي) ضمن سطور الصفحة (303)، ان" العراقيون وبصفة خاصة الكربلائيون منهم عرفوا مشروب الدارسين او القرفة بعد الدخول الى الحمامات الشعبية الساخنة او عند الإصابة بنزلات البرد القارص، كذلك يستخدم عامة الناس في مدينة كربلاء شراب (الورد ماوي) بعد تعرضهم إلى مكروه او صدمة فهو يُستخدم كمهدئ للأعصاب فضلاً عن استخدامه كخافض للحرارة".
واضاف " كما ان العطارون في المدينة وعلى نطاق واسع وصفوا (عشبة البابونكَ) لنزلات البرد والسعال ومهدئاً للأعصاب، كذلك يستخدمون الناس اوراق (اليوكالبتوس -القلم طوز) والتي يمكن الحصول عليها عادةً من خلال الأشجار المنتشرة في الشوارع والحدائق العامة فهي تُغلى ويتم استنشاق بخارها لتخفيف ازمات البرد وضيق التنفس".
واشار الباحث الى ان "من أبرز العطارين الذين كانوا يعالجون الناس بالأعشاب والطرق القديمة هم الحاج حسين الحلاق والذي يقع محله في سوق باب قبلة الحسين (عليه السلام) قرب مكتبة جعفر العادلي، كذلك الحاج مهدي الحلاق والسيد شمسي ابن ابو قاسم والذي يقع محله في عگد شير فضة (باب النجف) وغيرهم".