قبل غروب شمس الجمعة ۱۲ شعبان ١٤١١هـ، الموافق ۱ آذار ۱۹۹۱م، ارتفعت الأصوات في شارع السدرة وعند باب الصحن الحسيني المقابل للشارع، هاتفةً باسم الإمام الحسين (عليه السلام)، وعلت أصوات حشود الزوار الوافدين في داخل الصحن الحسيني الشريف، كأنه صوت الاستعداد لاستقبال زيارة النصف من شعبان في مدينة كربلاء المقدسة. ثم دلفت المسيرة السلمية إلى داخل الصحن الطاهر المزدحم بالزوار، مع تزايد الأعداد أثناء تقدمها.
لم تكن إلاّ مسيرة عفوية مؤمنة بروحية مباركة الإمام الحسين (عليه السلام) بذكرى مولود صاحب العصر والزمان الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، فبدأت أوامر الطغاة بإطلاق الرصاص داخل الروضة الحسينية المطهرة ليتفرق المتظاهرون وهم يحملون أنواط الإصابة من العيارات النارية، فضلاً عن رضوض السقوط والفرار من رجال البعث والأمن الذين غصت بهم أرجاء الصحن المبارك.
كما شهدت الساحات الاستعدادات الكبيرة لقوى الأمن والدبابات العسكرية الموزعة بين الحرمين الشريفين لقمع الأصوات المنددة للبعث، ولم تكتمل الصورة لدى السلطة إلاّ بزج مئات من الزوار في السجون الصدامية الدامية؛ لينفذ الإعدام الفوري بأعداد كبيرة منهم، والتعذيب الجسدي القهري على الناجين من مقاصل الإعدام.
المصدر: سمير خليل شمُطو، كربلاء والمشانق 1968 – 2004، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص 180.