يؤمن الشيعة بعدم جواز السجود أثناء الصلاة إلا على الأرض من رمل وحجر وتراب وكذلك على ما تنبت الأرض من غير المأكول ولا الملبوس، وأن السجود على الملابس والأقمشة والأفرشة من سجاد ونحوها وكذلك على المعادن من نحاس وفضة وذهب أمر غير جائز . ويستندون بذلك إلى العديد من الأحاديث والمرويات عن النبي محمد ( صل الله عليه واله وسلم ) ومنها "جُعلت لي الأرض مسجداً وطهورا".
ذكرت موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة في الصفحة ( 94 – 95 ) من جزئها الأول للمحور الاجتماعي، ان" الرحالة نيبور الذي زار مدينة كربلاء 1765م، بيّن الاقبال الكبير لدى سكان المدينة في صناعة الترب، حيث قال ( ويشتد الاقبال هناك بصورة تدعو الى العجب على الطرات – الترب – ولمسابح المصنوعة من المكيل وذلك لسرعة تآكلها نتيجة الاستعمال الكثير وهي تصنع في معمل داخل مشهد الحسين، ويعود لاحدى العوائل منذ عدة سنوات).
و اضافت الموسوعة الحضارية، ان "التربة الحسينية شيء مميز للذين يسجدون عليها في صلاتهم، وكثيرا ما كانت تلفت نظر الغربيين الذين يزورون كربلاء" مبينةً "ان لبيوتات كربلاء باع طويل في صناعتها" .
وأشارت الى ان " من بين هذه البيوتات التي تمتهن صناعة الترب هم ( بيت التربجي )، اذ يرجع نسبهم الى السيد عبيد الله العرج بن الحسين الأصغر بن الامام علي زين العابدين بن الامام الحسين عليهم السلام، وتركوا المهنة منذ زمن طويل الا ان هذه الظاهرة بقيّت مستمرة وتوارثتها الأجيال و الناس البسطاء في المدن المقدسة لاسيما مدينة كربلاء".