ذكر كتاب "مدينة الحسين" الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أنه منذ أن رحل إبراهيم الديزج وجماعته عن كربلاء، أمر المتوكل، فنودي بالناس في تلك الناحية أنه "من وجدناه عند قبر الحسين بعد ثلاثة ايام حبسناه في المطبق".
وقال مؤلف الكتاب "محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة" إنه "لدى سماع الناس لهذا النداء، تركوا زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) فترةً وجيزة، ومن ثم عادوا إليها واقتحموا المسالح التي كان المتوكل قد أمر بنصبها في الطرقات"، مضيفاً أنه "لما بلغ المتوكل إن أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى ويقصدون زيارة قبر الحسين، فيسير الى القبر منهم خلق كثير، أنفذ أحد قواده، وضمّ إليه كتفاً من الجيش، وأمره بشق القبر، ونبشه مجدداً، ومنع الناس من زيارته والاجتماع عند قبره، وكان ذلك في سنة (237هـ)".
ويضيف "آل طعمة" أنه " لما وصل القائد الى الطف لتنفيذ أمر المتوكل، إجتمع أهل السواد من تلك الناحية، ومنعوا قائد المتوكل من إتيان عمله، وقالوا له (لو قتلتنا عن آخرنا لما أمسك أحد منّا عن الزيارة)، وعندئذ أمسك القائد عن تنفيذ خطته خشية اتساع الخرق، فكتب الى المتوكل يخبره، وينصحه بالكف عنهم وتركهم، وأن يسير هو الى الكوفة لأن ذلك هو صالحه".
المصدر:- محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة، "مدينة الحسين – مختصر تاريخ كربلاء"، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2016، ص 142.