ذكر كتاب "البحث عن الملوك والغزاة-غيرترود بيل وعلم الآثار في الشرق الأوسط" للباحثة والأستاذة في مجال فن وآثار الشرق الأدنى بجامعة كولومبيا البريطانية "لـيــزا كـوبــر"، أن الرسم الخاص بالمهندس المعماري وعالم الآثار الألماني "أوسكار رويثر" للجزء الجنوبي من محكمة الشرف، يُظهر إعادة البناء لـ "البشتاق"، وهو إطار مرتفع مستطيل الشكل يقع فوق المدخل المقوّس المؤدي إلى الغرفة (29) وهي الإيوان الرئيسي للقصر.
وذكر الكتاب أنه "من المثير للدهشة أن أياً من صور (بيل) لا تقدم رؤية كاملة للأعمال الحجرية الباقية من هذه الواجهة الجنوبية المهمة، حيث يجب على المرء أن يلجأ إما إلى تقارير (رويثر) أو (كريسويل) من أجل هكذا رؤية".
وتتابع "د. كوبر" أنه "بعد زيارتها الأولى في أواخر آذار 1909، شعرت (بيل) بالانتصار بعد أن خططت ووصفت وصورت القلعة الرائعة وجميع جوانبها بعناية بالغة، ومن المؤكد أن مسافرين أوروبيين مروا بالقلعة قبلها، لكنها اعتقدت أنها كانت أول زائر يهتم بجدية بتفاصيلها المعمارية العديدة وينتج سجل كامل عنها، حيث بقيت متحمسة لإكتشافها الأخيضر حتى نهاية رحلتها في منطقة الشرق الأدنى بحلول 1909، وفي ذلك الوقت كانت قد وصلت إلى القسطنطينية في إطار إستعداداتها للعودة إلى إنكلترا."
وأشار الكتاب الى أنه "أثناء تناول الطعام مع مسؤولين من مختلف السفارات الأوروبية، تحدثت (بيل) مع دبلوماسي فرنسي أفاد بأن شخصاً يدعى (لويس ماسينيون) قد زار موقع الأخيضر في العام السابق ونشر النتائج التي توصل إليها في مقال قصير بمجلة فرنسية"، مبيناً أنه "على الرغم من أن أخبار مؤسفة كهذه ربما كانت بمثابة صدمة لـ (بيل) التي بدت طامحة جداً للمطالبة بشرف اكتشاف الأخيضر لنفسها، إلا أن رسائلها لم تكشف عن أي إثارة حقيقية، حيث أن مداخل مذكراتها حول هذه الفترة من شهر تموز لا تذكر حتى حقيقة أنه تم سبقها في الإكتشاف بشكل فعال، وقد يفترض المرء أنها أقنعت نفسها بحقيقة أنها قد أعدت خططًا كاملة ودقيقة لمجمع مباني الأخيضر وكانت تنوي كتابة تقرير شامل، وهو أمر لم يحاول (ماسينيون) القيام به".
ومما جاء أيضاً في هذا الفصل، حول بيان حقيقة الموضوع، أنه "بتاريخ 31 آذار 1908، زار (ماسينيون) الأخيضر لمدة ساعة واحدة فقط لأن مجموعته تعرضت لهجوم من قبل مجموعة من رجال القبائل العرب، إلا أنه تمكن من العودة مرة أخرى إلى الأخيضر في 3 نيسان محاطاً بمرافقة أكبر، لكنه، وربما بسبب خوفه من مزيد من الهجمات، قد أمضى يوماً واحداً فقط في أخذ قياسات قليلة للقصر وتصوير لبقاياه"، مؤكداً إنه "ليس من المستغرب أن تحتوي تقارير وخطط (ماسينيون) للأخيضر، على العديد من الأخطاء والإغفالات، وقد ثبت في النهاية عدم صحة تاريخه المفترض لبناء القصر في القرن السادس من الفترة الساسانية".
المصدر: In Search of Kings and Conquerors, Gertrude Bell and the Archaeology of the Middle East - Lisa Cooper
[Pg. 119-120].