أورد مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة وعبر كتاب "مدينة الحسين" الصادر عنه، الأسباب والدواعي الكامنة وراء إقدام طغاة بني العباس على هدم قبر الإمام الحسين "عليه السلام" ولمراتٍ عدة.
وجاء في هذا المصدر نقلاً عن كتاب "مقاتل الطالبيين" لأبي الفرج الأصفهاني، ذكره أن المتوكل دعا في إحدى ليالي سمره وشربه، جاريته لتغني فلم يجدها، وقد كانت خارجة لزيارة قبر الإمام الحسين "عليه السلام" في النصف من شعبان عام (632هـ)، فأغتاظ المتوكل لذلك، ولما رجعت الجارية من زيارتها إستطلعت الخبر، فقدمت الى مجلسه، فسألها المتوكل "أين كنت؟"، قالت: "قد خرجت مع مولاتي إلى الحج"، فتعجب المتوكل من قولها انها ذاهبة الى الحج، فسألها "أين حججتم في شعبان؟" قالت: "حججنا قبر الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء"، فأستشاط المتوكل غضباً من سماعه ذلك منها، فأرسل الى مولاتها وأنهال عليها بالضرب، وحبسها، وصادر ممتلكاتها، وأرسل على "إبراهيم" المعروف بـ "الديزج" والذي كان يهودياً جديد العهد بالإسلام، وأمره ان يجمع جماعة من اليهود، ويسيروا الى كربلاء، ويهدم، ويخرب قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، وأن يحرث ويسقي أرضه.
وتابع كتاب "مدينة الحسين" نقلاً عن المجلسي في بحاره، أن "المتوكل قد كتب الى قاضي الكوفة (جعفر بن محمد بن عامر الكوفي) يعلمه: (إني قد أمرت الديزج لينبش قبر الحسين، ويهدم ما حوله من المنازل، ثم يحرث أرضها ويزرعها، فقف انتَ على الأمر حتى تعرف فعل ذلك أو لم يفعل، وأبعث معه الفعلة، والروز كاريون، ومعهم المساحي والمروز)".
المصدر:- محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة، "مدينة الحسين – مختصر تاريخ كربلاء"، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2016، ص 137.