ضمن جهوده الرامية الى جمع وتحليل وتوثيق مختلف جوانب الحياة في مدينة كربلاء المقدسة على إمتداد تاريخها المبارك، فقد أفرد مركز كربلاء للدراسات والبحوث بالعتبة الحسينية المقدسة وضمن موسوعته الحضارية الشاملة عن المدينة، مجموعة من الأمثال الشعبية ذات الطابع التشبيهي البلاغي والقوي في المدى والتأثير.
وكان من بين هذه الأمثال التي وثّقها المركز، هو المثل القائل بـ "چنَّه أبو الزمير" في إشارةٍ الى تشبيه شخص معين بنوع من الأسماك التي تكثر في الأنهر والجداول، والمشهورة بكونها سريعة الحركة، وذات قدرة على لسع من يسبح في تلك الأماكن، حيث جاء التشبيه بهذه السمكة كتعبير عن قدرة الشخص المقصود على إلحاق الأذى بأفراد الجماعة".
أما المثل الآخر مما ذُكرت في الموسوعة، فهو "چنَّه أبو الويو"، والـ "الويو" هو كنية تصغيرية للفظة (الواوي) أي الثعلب الماكر، فيما أن القصد منه هو الشخص الحاذق في عمله، والمتميز في السوق، كما تُطلق أيضاً على الشخص السيء المتربّص بالآخرين، والشخص الذي يصنع الفتنة بين الجماعة، ليقف بعدها متفرجاً على ما ستحدثه الفتنة من فوضى.
وتابع المحور الاجتماعي في موسوعة كربلاء الحضارية، أن ثالث هذه الأمثلة هو "چنَّه خراعة خضرة" والمراد منه التشبيه بالأداة الموضوعة في الحقول لتخويف الطيور ومنعها من أكل البذور المنثورة للزرع، حيث أن المقصود بالمثل هو الشخص الذي لا ينتفع منه أقرب الناس إليه أهله رغم قوته البدنية، بسبب إشتهاره بالكسل والخمول وعدم العمل.
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور الإجتماعي، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 275-276.