يرى بعض العلماء ان كربلاء مشتقة من اسماء لوحظ فيها عناية إلهية خاصة في الصوب المتقارب في النطق بها، لما لهذه التسميات من تقارب مع لغات عدة دارجة منها ما انقرض وقسم منها ما زال متداولا حتى الوقت الحاضر.
كاربيلا
هناك من يعتقد ان اسم كربلاء له صلة بالاسم الارامي (كاربيلا) الواردة في سفر دانيال٢١:٣.(١)
كارب أيل
هي ايضا تسمية ترد في اللغة الآرامية والاراميون اقوام جزرية هاجرت الى مناطق من شمال الجزيرة ومن ضمنها بلاد وادي الرافدين.(٢)
كاربالا
كلمة كربلاء هي كلمة فارسية وهي مركبة من كلمتين (كار) و(بالا) و التي يصبح معناها العمل الاعلى او الفعل العلوي وعربت كربلاء(٣) حيث انهم اطلقوا هذه اللفظة على اعمال الخير التي كانوا يقومون بها في معابدهم عند بسط سيطرتهم على اجزاء من العراق سنة (٥٣٩ ق.م).
كربلاتو
وهناك من يعتقد ان اسم كربلاء له صلة باللغة الاكدية ( كربلاتو) والاكديون اقوام جزرية نزحت من شبه الجزيرة في الالف الثاني ق. م الى بلاد الرافدين و خاصة في وسط وجنوب العراق.(٤)
كوربالا
وهي كذلك من اسماء كربلاء التي لها معان تدل على مكانتها السامية ورفعتها وعلو منزلها.(٥)
كرب آل
لفظة كربلاء هي مفردة مركبة من كلمتين اشوريتين وهما (كرب) والتي تعني حرم و(آل) تعني اله فيصبح معناها حرم الإله او مقدس الإله(٦) ، الاقوام الاشورية هي في الاصل من الاقوام التي هاجرت مع الاقوام الامورية من شبه الجزيرة وانتقلت عبر محطات في بلاد الشام ومن ثم الى شمال بلاد وادي الرافدين ومن اشهر مدنهم آشور ونينوى وخورسباد.
كور بابل
بالنسبة الى الاسم اصطلاحاً فيرى بعض العلماء ان لفظة كربلاء مشتقة من كلمة ( كور بابل) وهي مجموعة قرى بابلية كان اغلب سكانها من الاشوريين الذين اسروا من قبل البابليين فأتخذوا من هذه المنطقة قرى بعضها يحمل اسم مدنهم الشمالية ( نينوى) لذا كانت هذه القرية هي احدى القرى التي منها قرى الغاضرية والطف وشفية والعقر او عقر بابل وشفاثا وعين التمر والنواويس ونينوى(٧)
ارض بابل
يذكر الذهبي ان احدى النساء كتبت الى الامام الحسين ( عليه السلام) تعظم عليه ما يريد ان يصنع من اجابة اهل الكوفة وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة وتخبره انه يساق الى مصرعه اذ تقول :حدثتني عائشة عن النبي ( صلى الله عليه وأله وسلم) يقول : يقتل حسين بأرض بابل(٨)
العقر
العقروتعني لغة الفاصلة والفجوة بين مكانيين وهي قرية محصّنة فيها قلعة ولها سور تقع قرب كربلاء ولما قال زهير للإمام الحسين (عليه السلام) : سر بنا إلى هذه القرية فإنّها حصينة وهي على شاطىء الفرات، فإن منعونا قاتلناهم فقتالهم أهون من قتال من يجيء من بعدهم، فقال الحسين(عليه السلام) وأي قرية هي: قال العقر، فقال الحسين عليه السلام اللهم إنّي أعوذ بك من العقر(٩)
مارية
يُستدل من بعض روايات التاريخ والحديث أن "مارية" هي أيضاً في عداد الأسماء العديدة الكثيرة لهذه البقعة. فكانت كربلاء، حسب تلك الأخبار، تسمى قديماً بـ "مارية" أو أرض مارية. حتى وأن هذا الإسم على الأكثر تعدى من الروايات التاريخية إلى فنون الشعر فجرى جرياً مألوفاً على ألسنة الأدباء والشعراء لا سيما الفرس منهم في الرثاء والوصف والقصيد. فأصبحت مارية بالفعل وهي تعد في عداد أسماء كربلاء المختلفة الكثيرة. وكل من روى ذلك من الرواة رواه في خبر قدوم الحسين (عليه السلام) الى كربلاء وسؤاله عن اسم الأرض التي نزل بها، فسميت له الأرض بأسماء حتى سُميت له كربلاء. ومارية في بعض الروايات هي في ضمن ما سمّي له (عليه السلام) من أسماء تلك البقعة، وقد روى ذلك أيضاً القاضي نور الله المرعشي في مؤلّفه التاريخي المعروف بـ "مجالس المؤمنين " بما نصه : وقد رُوي أن الحسين (عليه السلام) عندما بلغ هذه الأرض وقفت فرسه عن المسير، وكلما أراد (عليه السلام) أن يسير بها لم تتحرك ولو بخطوة واحدة، فسأل (عليه السلام): ما اسم هذه الأرض ؟ فقالوا : تُسمّى أرض مارية، فقال : وهل لها اسم آخر؟ فقالوا : تُسمى كربلاء أيضاً، فقال عليه السلام : أرض كرب وبلاء، ها هنا والله محط رحالنا، ومسفك دمائنا.(١٠)
عمورا
عن الامام محمد الباقر (عليه السلام) قال : ( قال الحسين بن علي لاصحابه قبل ان يقتل ان رسول الله قال: يابني ان ستساق الى العراق وهي ارض التقى بها النبيون واوصياء الانبياء وهي ارض تدعى عمورا وانك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة من اصحابك لا يجدون ألم مس الحديد ثم تلا الاية كوني بردا وسلاما على ابراهيم).(١١)
صفورا
عرفت كربلاء ايضا بأسم صفورا وارض ما بين النهرين لوقوعها بين خندق سابور ونهر العلقمي. (١٢)
الطف او الطفوف
من المواضع التي عرفها العرب قديماً قرب كربلاء (الطفّ)، قال ياقوت الحموي: وهو في اللغة ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق، قال الأصمعي: وإنّما سُمّي طفّاً؛ لأنّه دانٍ من الريف وقال أبو سعيد: سُمّي الطفّ؛ لأنّه مشرف على العراق، مِنْ أطف على الشيء بمعنى أطلّ، والطف طفّ الفرات، أي بمعنى الشاطئ يعني شاطئ الفرات(١٣)
المصادر
(١)الأبنية الحضارية في كربلاء حتى نهاية 656 للهجرة.زين العابدين ال جعفر الموسوي وهدى علي الفتلاوي.ص4٧
(٢) المصدر السابق
(٣) بغية النبلاء في تاريخ كربلاء، أل طعمة، ص٦
(٤) الابنية الحضارية مصدر سابق ص٤٨
(٥) الأبنية الحضارية مصدر سابق ص٥٠
(٦) الحسين في الفكر المسيحي، انطوان بارا، ص٣٠٨
(٧) موجز تاريخ البلدان العراقية، عبد الرزاق الحسيني، ص٥٤
(٨) سير اعلام النبلاء، الذهبي، ج٣، ص١٣٦
(٩) معجم البلدان، الحموي ج٤ ص١٣٦
(١٠) د. السيد عبد الجواد الكليدار آل طعمة، جغرافية كربلاء القديمة وبقاعها، سلسلة تراث كربلاء الثقافي، قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة، 2017، ص7٥
(١٢-١١) عمارة كربلاء، رؤوف الانصاري، ص٣٣
(١٣) لسان العرب، ابن منظور،ج٩، ص٢٢
زين العابدين سعد عزيز