كانت بدايتها دار السيد حيدر شاه النقوي البنجابي شودري وفي ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي أوقفها وقفاً خيرياً لسكن الزائرين الوافدين من الهند إلى كربلاء المقدسة لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) وسماها "بنجابي مسافري"، وأصبح متولياً عليها وقبل وفاته جعل توليتها بيد السيد مصطفى النقوي حتى وفاته عام 1974م.
أصبح بعدها ولده السيد محمد حسين مصطفى النقوي متولياً عليها، ثم اخوه السيد محمد مصطفى وما زال، ومن خدمتها السيد محمد طيب ومن بعده محمد طاهر أخو السيد محمد مصطفى النقوي"، وذكر السيد رؤوف جلوخان كان فيها جودي ساحب وكان يتردد إلى الحسينية باستمرار لتعلم اللغة الانكليزية عنده
تقع الحسينية البنجابية الباكستانية في بداية سوق الزينبية على جهة اليسار في عكد الخطيب خلف مقهى ابو رسول، وقرب ديوان آل كمونة، في العقار المرقم (625مخيم)، وكانت عبارة عن دار كربلائية قديمة مشيدة من الطابوق بطراز شرقي من طابقين، تتوسطها ساحة مكشوفة وتحيط بها الغرف للزائرين.
تنشط الحسينية في إحياء مجالس العزاء الحسيني، ومن الخطباء الذين قرأوا فيها الشيخ شبير حسن النجفي، والدكتور كلبة صادق من الهند، والمرجع الديني الكبير الشيخ بشير النجفي، وكانت تستقبل الزائرين من أهالي بنجاب وباکستان لاسيما الفقراء الذين لا يستطيعون دفع مبالغ الاقامة في الفنادق كما ذكر في وصية الوقف، وكانت تقدم لهم الخدمات كافة حتى عام 1980م إذ أغلقتها اجهزة المخابرات البعثية، وظلت متروكة حتى عام 1991م فهدمت واستولت عليها السلطة وصودرت ممتلكاتها إلى عام2003م.
أعيدت الى اصحابها الأصليين آل النقوي، وكتبت فيها شهادة الوقف عام 2004م. شيدت الحسينية من جديد بمساعدة مجموعة من الخيرين من اهالي البنجاب وباکستان بإشراف السيد محمد سرور السبزواري.
افتتحت عام 2009 م وكانت مبنية من الكونكريت المسلح بطراز عمراني حديث، مكونة من أربعة طوابق وسرداب للصلاة فيه محراب مغلف بالكاشي الكربلائي، وكان فيها جزء من موقع الفسطاط الذي كان يمتد من جامع المخيم الواقع خلف الحسينية.
هدمت على أثر مشروع التوسعة الخاص بصحن العقيلة زينب (عليها السلام)، وتم تعويض اصحابها ببدل نقدي من قبل العتبة الحسينية المقدسة لتعويض ارضها بعقار آخر، وفعلاً تم شراء أرض جديدة لها تقع في محلة العباسية الغربية في العقار المرقم (89/ 9 العباسية)، قرب حسينية أولاد عامر مقابل حسينية حسين أباد، و لم تشيد حتى وقتنا الحاضر.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الاجتماعي، ج3، ص27-30