تعد مدينة كربلاء مصدر إشعاع فكري في العراق منذ عدة قرون خلت. وقد أنجبت رهطاً كبيراً من العلماء والشعراء والمفكرين الذين حفلت الكتب بتراجمهم وتعداد مآثرهم. وقد سعت كربلاء منذ قرن أو أكثر بنشر العلوم والمعارف وتعميم الثقافة بين الناس عن طريق الطباعة التي هي أهم وسائل النشر والثقافة في العالم، وقد أنشئت المطابع في الموصل وكربلاء سنة 1856 م وفي بغداد على أشهر المصادر سنة 1860 م. وأشهر هذه المطابع هي:
"المطبعة الحجرية" وهي أول مطبعة دخلت العراق واستقرت في كربلاء وذلك عام 1273 هـ ومن الكتب المهمة التي طبعت فيها كتاب (مقامات الآلوسي) الذي تطرق اليه كثير من المؤرخين والباحثين، كما طبع فيها كتاب (خلاصة الأخبار) سنة 1879 م، وقد جاء ذكر هذه المطبعة في مجلة (لغة العرب) "مطبعة كربلاء" هي أول مطبعة حجرية جلبت إلى بلاد العراق وصاحبها أحد أكابر كربلاء أُنشئت في موقع قرب كربلاء سنة 1273 هـ / 1856 م في عهد ولاية المشير محمد باشا حاكم العراق "، أكثر مطبوعاتها مناشير تجارية وكتب أدعية ورسائل دينية حاوية لآداب زيارة عتبات أهل البيت (ع).
"مطبعة الحسيني" تأسست في عام 1329هـ وهي مطبعة حجرية أيضاً، صاحبها المرحوم محمود المظفري، في دار شمس الدولة. طبعت فيها كتاب (تباشير المحرورين) تأليف الحاج الشيخ محمد الواعظ.
كما لصحافة كربلاء دور أيضاً في المطابع الكربلائية فقد أسس "مطبعة الشباب" الصحفي المعروف عباس علوان الصالح سنة 1354 هـ / 1935 م، التي طبعت فيها الجزء الثالث من كتب (كربلاء في التاريخ) للمؤرخ المرحوم السيد عبد الرزاق الوهاب آل طعمة، وجريدة (الغروب) الكربلائية لصاحب المطبعة نفسه.
اما (المطبعة الثقافية) لصاحبها محسن عبد الرضا، فقد تأسست عام 1360 هـ / 1941 م وقد طبعت فيها اعداد من جريدة (الندوة) الكربلائية، وكتاب (رسالة الاخيضر) للأستاذ عباس علوان الصالح وغيرها من الكتب والمطبوعات التجارية.
المصدر/
تراث كربلاء، سلمان هادي آل طعمة، ط2، ص348-350.