وكان من بوادر ذلك المخطط العثماني هو إقدام الوالي "محمد نجيب باشا" على استقدام قوات عسكرية كبيرة لمحاصرة كربلاء بحجة الخلاف الفقهي الناشئ بين أتباع المدرستيّن "الشيخية" و"الكشفية" داخلها، مستغلاً في الوقت ذاته قيام بعض رؤوس الفتنة الوافدين من خارج المدينة بالتحريض على حمل السلاح ومواجهة كل من يختلف معهم ولو بالفكر، مما دفع بالقوات الأجنبية الى استباحة المدينة قتلاً ونهباً وبصورة لم يشهد لها السكان مثيلاً من قبل.
وفي مواجهة هذه التطورات الجديدة، دعا علماء الدين الأفاضل، المواطنين الكربلائيين الى اللجوء لحرميّ الإمام الحسين وأخيه العباس "عليهما السلام"، فيما قام وجهاء المدينة وشيوخها بعقد اجتماعات متواصلة في الحرمين الشريفين تهيؤاً للردّ المناسب ضد القوات الغازية.
المصدر
(1) . تسخير كربلاء: لمؤلفه السيد عبد الرزاق الحسني، سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص34.