يُعدّ بيت الجشعمي من بين أبرز البيوتات الأدبية الكربلائية خلال القرن الماضي نظراً لما قدّمه من نتاجات أدبية أغنى بها ميادين الشعر العربي والإسلامي، ومن أبرز شخوص هذا البيت الادبي الشاعر الشيخ "محمد" نجل الشاعر الشيخ "فليح بن حسون بن عبد العزيز آل جشعم".
ولد هذا الشاعر في مدينة كربلاء المقدسة سنة 1272هـ -1856م من أب أنشأه وأحسن أعداده في بيئة جعلته يعدّ نفسه إعداداً موفقاً، وكانت ملازمته للعلامة السيد "كاظم الرشتي" والتردد على مكتبته الضخمة لها الاثر في تنمية مواهب الشاعر الفتيّ فضلاً عن ملازمته للسيد "أحمد الرشتي" نجل العلامة السيد كاظم الرشتي من بعده.
وفي تناوله للشعر، عمد "الجشعمي" الى طابع التقليد والإنسياق إلى السلاسة في التعبير واللطافة في المعنى عند إيرادها، الى درجة أن أول ما يطالع القارئ من شعره الغزلي، هو الرقّة الحافلة بالمعاني الشيّقة ذات الطابع التقليدي.
سقط الشاعر الشاب الشيخ محمد صريعاً ليلة الاثنين السابع عشر من شهر جمادى الأولى من عام 1295هـ على أثر حادث اغتيال كان يستهدف السيد احمد الرشتي، حيث فداه بنفسه في صورة تعكس أسمى معاني النبل والاخاء على مدّ العصور.
المصدر/
البيوتات الأدبية في كربلاء، موسى إبراهيم الكرباسي، سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص179-187.