في إطار جهوده الرامية الى جمع وتحليل وتوثيق ونشر الإرث الغني لمدينة سيد الشهداء "عليه السلام"، يواصل مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، وعبر موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عنه، نشر التراجم الخاصة بسيّر رموز هذه المدينة من خطباء وأدباء وشعراء وغيرهم من قامات العلم والمعرفة.
وذكرت الموسوعة أن "من بين هذه الرموز الكبيرة هو الشاعر، والأديب الفاضل المجاهد، السيد (قاسم محمد حسن هاشم عزوز ناصر الخطيب الموسوي)".
ويضيف المحور التاريخي في الموسوعة أن "السيد (الخطيب) هو من مواليد قضاء سدة الهندية سنة 1322هـ/ 1901م والتي نشأ بها، وتعلّم القراءة والكتابة في كتاتيبها، كما درس العلوم المختلفة لدى جمع من افراد اسرته الذين كان في طليعتهم عمه العلامة السيد (رضا الخطيب)، فيما حضر عند السيد (جواد الهندي)، والسيد (مهدي القزويني)، في حين أخذ الخطابة على يد السيد (محمد حسن) وعلى يد عمّه السيد (رضا الخطيب)، قبل أن ينفرد بنفسه ويصبح من الخطباء المعروفين، حيث عقدت له المجالس في بيوتات كربلاء وفي قضاء الهندية".
وأشار القسم الخاص بالتاريخ الإسلامي في الموسوعة، الى أن "السيد قاسم الخطيب كان من أبطال ثورة العشرين الخالدة، فقد أبت شجاعته إلا أن يشارك في التصدي للاستعمار البريطاني، فجاهد مرتدياً لباسه الديني الى جانب عشيرة (بني حسن) وعشائر أخرى لتحرير مدينة الحلة بتاريخ الـ 30 من تموز سنة 1920م بعد انتصارهم في مدينة طويريج على قوات الاحتلال، حيث رافقه في مسعاه هذا كل من السيد (حسين الشرع) والسيد (محمد علي) بغرض إثارة الحماسة في نفوس المجاهدين الطويرجاويين وإستنهاض هممهم بإطار ديني مقدس".
وبيّنت موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، أن "الخطيب هو من الأدباء والشعراء الذين نالوا مكانة سامية في مدينة كربلاء المقدسة، وكان يتصل بأعلامها ومشاهير أسرها، وكان له مع أدباءها مساجلات ومطارحات ادبية، كما نظم العديد من القصائد الشعرية، كان معظمها في أدب المناسبات، فضلاً عن مشاركته في عدة مؤتمرات إسلامية داخل العراق وخارجه قبل يلبي نداء ربه سنة 1405هـ/1984م في قضاء الهندية، حيث نقل جثمانه الى مدينة النجف الأشرف".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء العاشر، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2020، ص 127-129.