ضمن جهوده الرامية الى جمع وتحليل وتوثيق ونشر الإرث الحضاري والتاريخي لمدينة مدينة سيد الشهداء "عليه السلام"، يواصل مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة وعبر موسوعته الحضارية الشاملة، نشر التراجم الخاصة بأعلام هذه البقعة الطاهرة من خطباء وأدباء وشعراء وغيرهم من أبناءها البارزين في مختلف مجالات العلم والمعرفة.
وذكرت الموسوعة أن "من بين هؤلاء الأعلام الخالدة هو السيد (أبو الحسن بن نقي شاه الرضوي الكشميري)، الخطيب الفاضل، والمؤلّف، والمحقّق، فضلاً عن كونه مدقّق جامع للعلوم، وحكيم (طبيب)، ومحدّث، ورجالي، ومفسّر، وشاعر وأديب".
وذكر المحور التاريخي للموسوعة أن "السيد أبا الحسن كان قد ولد في كشمير بحدود سنة 1262هـــ/1845م، ونشأ بها ودرس عند علمائها الأعلام، ومنهم السيد حسني اللكنهوي، والشيخ محمد نعيم الفرنكي محلي، والشيخ علي محمد تاج العلماء، والشيخ محمد عباس المفتي"، مشيراً الى أن "الكشميري قد هاجر بعدها الى كربلاء ودرس على يد أبرز أعلامها فتخرّج فقيهاً أصولياً، حيث أجازه بالاجتهاد حينها كل من الشيخ حسين المازندراني، والسيد محمد حسين الشرستاني، قبل أن يعود إلى بلاده ويتحمّل مسؤولياته الدينية من تدريس وإمامة وغيرهما حتى وفاته في مسقط رأسه سنة 1342هـ/1923م".
وأشار القسم الخاص بالتاريخ الإسلامي في موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، الى أن "الكشميري كان خطيباً مشهوراً وأديباً معروفاً إلى جانب فقاهته، وكان يجيد اللغات العربية والفارسية والأردوية، حيث إتّسمت خطاباته بالإرشاد وبيان الأحكام الى جانب الفضائل والسيرة والرثاء، أما عن أبرز آثاره، فكانت رسالة إرشاد المزكّين في الزكاة والفطرة، ومسألة في الخمس، وإسعاف المأمول في شرح زبدة الأصول، وسواء السبيل في شرح الزاد القليل، وحلّ المغلقات في شرح السبع المعلقات، وغيرها".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء العاشر، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2020، ص 74-75.