هو الشيخ "محمد تقي بن الميرزا محب علي بن الميرزا محمد علي الشيرازي الحائري زعيم الثورة العراقية الكبرى سنة 1920م، 1338 هـ، وأحد أهم علماء البلاد وقادتها الدينيين.
ولد هذا الشيخ الجليل في مدينة "شيراز" ثم شد الرحال إلى العراق، وأقام في كربلاء المقدسة سعياً للاستقاء من علوم أهل البيت "عليهم السلام" في مدارسها الدينية العريقة، ليتجه منها إلى سامراء المقدسة التي تتلمذ فيها على يد الميرزا السيد "محمد حسن الشيرازي الكبير" ويصبح خليفته بُعيد وفاته سنة 1312 هـ، ليعود بعد ذلك إلى كربلاء عالماً ومرجعاً يشار له بالبنان.
اُبتلي في عصره بمكائد المحتلين الإنكليز ودسائسهم في العراق، فكان له موقفه المدافع عن الإسلام والذابّ عن حقوق المسلمين، وهو ما ظهرت دلائله في ليلة النصف من شعبان سنة 1338 هـ عندما كانت كربلاء تمتلئ بالزائرين التوافدين لزيارة ضريح الإمام الحسين "عليه السلام"، حيث اجتمع آنذاك وجهاء وقادة قبائل وسط وجنوب البلاد في مجلس الميرزا معلنين ولاءهم لدينهم ووطنهم واستفتوه في إعلان الثورة ضد قوات الاحتلال، فكان لهم ما أرادوا بعد أن طمأنوا مرجعهم بأن له جنداً مجندة في صفوف عشائرهم، حيث شكرهم حينها بالقول "إذا كانت هذه نواياكم وهذه تعهداتكم فالله عونكم".
يذكر أنه قد ورد الى علم "الشيرازي" نية الإنكليز في إكراه العراقيين على الاعتراف بالمندوب السامي للاحتلال "السير برسي كوكس" البريطاني كرئيس لحكومة العراق الجديدة، فأصدر الميرزا حينها فتواه الشهيرة "ليس لأحد من المسلمين أن ينتخب ويختار غير المسلم للإمارة والسلطنة على المسلمين" لتقوم بعدها العشائر العراقية الأصيلة بتلبية النداء دفاعاً عن وطنها ومقدساتها ضد قوات الاحتلال بأسلحةٍ بسيطة وإيمانٍ راسخ خلال أحداث ثورة العشرين الخالدة.
المصدر/