الشيخ محسن بن الحاج محمد أبو الحب الكعبي الحويزي الحائري، وهو من الخطباء والأدباء الوعاظ للقرن الثاني عشر الهجري
ولد في مدينة كربلاء سنة 1235هـ /1819م ونشأ في أسرة عربية نبغ فيها علماء وخطباء وأدباء توفي والده الحاج محمد وهو طفل صغير فنشأ يتيما في حجر الفقر والفاقة ولكنه رغم صغر سنة كان ذا فطنة ونباهة ورغبة شديدة بالحضور في محافل أهل الفضل والأدب أما كنيته أبا الحب فجاءت نتيجة إصابته بمرض السعال فزوده أحد الأطباء بدواء من الحب، وكان يحمله معه ومنذ ذلك الحين أطلق عليه هذا اللقب، درس على أساتذة كربلاء فقد أخذ الفقه على يد الشيخ عبد الحسين الطهراني، وتخرج في الأدب على الشيخ محمد علي كمونة الحائري وغيرهم إذ كان يتردد على مجالسهم ويسمع منهم، فتأثر بهم فضلا عن فضلا عن ما كان فيه من الاستعداد الطبيعي والميل الفطري فما كاد أن يبلغ الثلاثين سنة من عمره حتى كان من البارزين في تلك المضامير. تعلم الخطابة ومارسها وأصبح من الخطباء المشهورين الذين خلدوا ذكرهم في تاريخ كربلاء المقدسة، وهو من أفضل أهل المنابر والقراء في عصره، له تأسيسات في مراثي سيد الشهداء (عليه السلام) وفي إقامة عزائه، وكان العلماء ينتفعون من منبره وقراءته لكثرة اطلاعهو براعته ومهارته في هذا الفن تخرج عليه جماعة منهم الشيخ محمد الفيخراني والشيخ عباس بن حسين النجم النجفي، كما عاصر الخطيب الفاضل الشيخ علي الحمامجي، وكان صديقه، و الجليل الحافظ الشيخ علي الزهيري والشيخ كاظم سبتي فهو أي الشيخ محسن صاحب البيت الخالد المشهور
إن كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سوف خذيني
ترك ديوانا بحوالي ۳۰۰۰ بيت من الشعر، جله عن الحسن (عليه السلام) ومصيبه وبعض المراثي للعلماء الأعلام أو بعض العلوين الكرام توفي في مدينة كربلاء ليلة الاثنين في العشرين من ذي القعدة في سنة 1305 هـ / 1887 م، ودفن في الروضة الحسينية المقدسة إلى جوار مرقد السيد ابراهيم المجاب (عليه السلام) وقد ابنه جمع غفير من الشعراء إشادة بمكانته وتمجيدا بمأثره وقد أورد العلامة الشيخ محمد طاهر السماوي ذكره محدد تاريخ السنة التي توفي فيها بقوله:
وكالأديب المحسن بن الحسن ابن أبي الحب الحليب اللسن
فكم له من سمط در في الرثا اذا وعاه سائق الظعن جثا
رأى الجزاء في الحياة ان هو لدى الردى فقيل: أرخ (خذه)
المصدر / موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، ج10، ص 56-58