نظّم مكتب مركز كربلاء للدراسات والبحوث في ألمانيا ملتقىً رمضانياً مميزاً حضره عدد من أساتذة الجامعات الألمانية، ومسؤولين محليين ألمان، بالإضافة إلى ممثلين عن الطوائف الدينية المختلفة من الصابئة والمسيحيين وغيرهم. وشهد الملتقى تبادل الأفكار والنقاشات حول القيم الإنسانية التي تعكس عمق الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع بمختلف ثقافاتهم.
وكان الملتقى مناسبة لتسليط الضوء على قضية التعايش بين الطوائف في المجتمع العراقي، التي تمثل نموذجًا فريدًا للتعدد الديني والثقافي في المنطقة. وفي هذا السياق، دار النقاش حول مسألة التعايش السلمي في العراق، الذي يمتد لأكثر من مئات السنين، حيث تم التأكيد على أنّ العراق كان ولا يزال مثالاً يحتذى به في مجال العيش المشترك بين مختلف الأديان والطوائف.
وفي إطار هذا النقاش، ألقى الدكتور حامد الربيعي كلمة مهمة حول أهمية التعايش بين مختلف الأديان والمذاهب. وقد استند في كلمته إلى العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو إلى احترام الآخر والتعايش السلمي في المجتمع الإنساني، مشيرًا إلى توجيهات المرجع الديني الأعلى سماحة السيد السيستاني (دام ظله)، التي أكدت مرارًا على ضرورة احترام جميع الديانات والمذاهب في العراق، وتوفير بيئة حاضنة لجميع مكونات الشعب العراقي.
وكان من بين الحاضرين في الملتقى القنصل العام العراقي في ألمانيا، الذي انتهت مدة عمله في البلاد، حيث تم توديعه بشكل رسمي من قبل الحاضرين. كما تم التطرق إلى أهمية دور القنصلية في تحسين أوضاع الجالية العراقية في ألمانيا، من خلال التفاعل المستمر مع السلطات المحلية وتسهيل الإجراءات الخاصة بالجالية، فضلًا عن دورها في تعزيز التواصل الثقافي والإنساني بين الشعبين العراقي والألماني.
واختتم الملتقى بآمال وتمنيات لجميع الحاضرين بالسلام والتفاهم بين مختلف الطوائف والثقافات، مؤكدين على ضرورة الاستمرار في تعزيز العلاقات بين الدول والمجتمعات، والعمل معًا من أجل السلام والوئام.