تحت شعار (التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب في القيم الاجتماعية_ الآثار وآليات المعالجة)، أقام مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة ندوة حوارية بالتعاون مع كلية العلوم السياحية في جامعة كربلاء، بحضور نخبة من الخبراء والأكاديميين وممثلي الجهات الأمنية والحقوقية، وذلك في قاعة الكلية صباح اليوم الأربعاء.
شهدت الندوة مشاركة واسعة من ممثلي الشرطة المجتمعية، ومفوضية حقوق الإنسان في المحافظة، وعميد كلية العلوم السياحية الأستاذ المساعد الدكتور سلام الاسدي ، ومدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث الأستاذ عبد الأمير القريشي ، إلى جانب أعضاء اللجنة الفرعية لمكافحة التطرف العنيف في كربلاء، وأساتذة جامعيين، وباحثين، وطلبة، ناقش الحضور آليات تفكيك الخطاب المتطرف وتعزيز القيم الاجتماعية الفاعلة في مواجهة العنف، مع تركيز خاص على دور المؤسسات التعليمية والأكاديمية في بناء الوعي المجتمعي.
وأكد الدكتور الاسدي في كلمته الافتتاحية أن مواجهة التطرف تتطلب مقاربة شاملة تجمع بين البحث العلمي الرصين والمبادرات الميدانية، خصوصاً في ظل تحوُّل التطرف إلى تهديد عالمي يعبر الحدود، كما أشار إلى أهمية تعزيز التعاون بين المراكز البحثية والجامعات لوضع استراتيجيات قائمة على البيانات لمواجهة الظاهرة.
وحاضر في الندوة الأستاذ الدكتور أنور الحيدري، ممثل مركز كربلاء للدراسات والبحوث، حيث أكد على أهمية البحث العلمي والمبادرات الميدانية في مواجهة التطرف، مشيراً إلى أن الظاهرة تتطلب مقاربة شاملة تعتمد على البيانات والدراسات المتخصصة. و تناولت الجلسات تحليل الأسباب العميقة للتطرف، مثل الفراغ الفكري وسوء استخدام المنصات الرقمية، مع استعراض تجارب ناجحة في إعادة تأهيل المُتأثرين بالخطابات المتطرفة، كما ناقش الحضور دور الشرطة المجتمعية في كربلاء كجسر بين الأجهزة الأمنية والمجتمع، وأهمية تفعيل برامج الحماية للفئات الهشة، خاصة الشباب.
في ختام الفعاليات، شهدت الندوة توقيع مذكرة تعاون بين مركز كربلاء للدراسات وكلية العلوم السياحية، بهدف تطوير مشاريع بحثية مشتركة، وإطلاق حملات توعوية للسياح والزوار، وإنشاء منصة أكاديمية لرصد الظواهر الاجتماعية السلبية، وأكد الطرفان أن هذه الشراكة ستُسهم في إنتاج معرفة تطبيقية قادرة على مواكبة التحديات الأمنية والاجتماعية في المحافظة.
وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة فعاليات يعكف مركز كربلاء للدراسات والبحوث على تنظيمها، بهدف المساهمة في معالجة القضايا المجتمعية الحساسة من خلال البحث العلمي والتعاون المؤسسي، وتقديم رؤى علمية يمكن أن تسهم في وضع استراتيجيات وطنية لمكافحة الفكر المتطرف وحماية المجتمع من مخاطره.