هو عباس بن مهدي بن الحاج حمادي بن الحاج حسين المنحدر من عائلة تعرف بـ (آل أبي الطوس) ولد في مدينة كربلاء سنة (1929م) نشأ وترعرع بين أحضان اسرة فقيرة معدمة إخذ تعلم القراءة والكتابة عن شيخه الشاعر الشعبي "عبد الكريم الكربلائي.
كان للشاعر عباس أبو الطوس شغف كبير في المطالعة ولولعه الخاص في الاقبال على استلهام ما يقع عليه بصره من كتب ومجلات وصحف أثره البالغ في إعداده أعداداً موفقاً مكنه من أن يكون شاعراً مبدعاً له مكانه مرموقة في الوجود الادبي.
تعرض أبو الطوس لمواقفه المشهودة وصموده ببسالته المعهودة في مواقفه البطولية بوجه العتاة الطغاة الى نوائب وشدائد عديدة في مسيرة حياته القصيرة باعتقاله وسجنه مرات عديدة في العهد المباد اكسبته قوة في شاعريته وحرقة في أحاسيسه وألماً في مشاعره ومنحه ديباجة حافلة بالمتانة والرصانة برزت الى الوجود الادبي وهي تحفل برونق الأسلوب وبراعة المنهج وتشرح بمعان سامية زاخرة بالطرافة والابداع، له قصيدة بعنوان (في مولد الامام الحسين (ع)) يكشف فيها مدى تعلقه بأبي الشهداء الذي ارتفع لواء الإسلام بجهاده وتضحيته وإبائه في سبيل العقيدة والمبدأ.
ذوى غصن شاعرنا أبي الطوس بعد ان انهكه داؤه في قلبه وهو لم يقو على النهوض بنفسه وهو لم يزل في عمر الورد، عمر الربيع في اليوم السابع والعشرين من كانون الأول لعام 1958م بعد ان طبقت شهرته الآفاق وعم صوته المحافل والندوات.
ومن ابيات القصيدة:
ناجاك قلب بالصبابة مفعم وفم بغير ولاك لا يترنم
وهفا لمولدك المخلد شاعر من فيض حبك يستمد وينظم
يزجى القصيد إليك حباً مثلما يزجى الحنين إلى الأحبة مغرم
المصدر/ البيوتات الأدبية في كربلاء، موسى أبراهيم الكرباسي، سلسلة أصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص49-63