شهدت مدينة كربلاء المقدسة ظهور عدد كبير من كبار الخطباء الذين ارتقوا المنبر الحسيني وكان لهم الدور الكبير في نشر مذهب أهل البيت عليهم السلام أذ كان لهم تأثير واضح في نفوس الناس من خلال قراءة المقتل الحسيني وما جرى يوم عاشوراء، ومن أبرز الخطباء الكربلائيين الشيخ محمد حسن آل أبي الحب.
ولد الشيخ محمد حسن بن الشيخ محسن بن الشيخ محمد الحويزي آل أبي الحب في مدينة كربلاء سنة 1255هـ/ 1839م، أخذ المقدمات كالنحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان على جمع من فضلاء كربلاء ومنهم الشيخ صادق آل الشيخ خلف، والسيد ميرزا محمد حسين المرعشي الشهرستاني.
تخرج في الفقه والأصول على يد الشيخ حسن البرغاني، والشيخ العلامة الحائري آل الصالحي، وأخذ الأدب وفن الخطابة من والده الخطيب والشاعر الشيخ محسن أبي الحب ونبغ بها فكان من فحول خطباء كربلاء ومن أئمة الجماعة في الصحن العباسي الشريف، ومرجعاً للأمور الشرعية في الحائر المقدس، كما كان له دور في الثورة العراقية الكبرى ضد البريطانيين بزعامة الميرزا محمد تقي الشيرازي الحائري.
أمتاز بكونه خطيباً ذاكراً بليغاً متصرفاً في فنون الكلام، فاضلاً متحدثاً بالرواية ومحباً للأدب، اغلب مجالس كانت في ديوان السادة آل النقيب ودار الحاج علي أبو اللبن ودار الحاج راضي الحمزة، وله آثار عدة منها رسالة في الإرث، تقريرات أستاذه الشيخ ميرزا علي نقي في الفقه والأصول، توفي الخطيب سنة 1357هـ/ 1938م، وجرى له تشييع مهيب ودفن في الرواق الغربي للحرم الحسيني.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي – قسم التاريخ الاسلامي – النهضة الحسينية، ج10، ص83-85