برز في مدينة كربلاء المقدسة الكثير من الخطباء الذين تصدّوا لمسؤولية الحفاظ على مبادئ الثورة الحسينية من خلال قيامهم بتوعية المجتمع حول أهمية هذه الثورة وعظمة مشروعها الإصلاحي، ولا زالوا يمارسون رسالتهم هذه عبر الوعظ والإرشاد وتوعية المجتمع، وكان من بين أبرز أولئك الخطباء هو الشيخ "علي أكبر المعيني".
هو الشيخ العلّامة "علي أكبر بن حسن بن علي بن حسين المعيني الحائري"، خطيب فاضل، ورجل دين تقي من مواليد مدينة كربلاء المقدسة سنة 1362هـ/1943م التي نشأ فيها، ودخل مدارسها الحكومية قبل أن يتركها من أجل الالتحاق بالحوزة العلمية الشريفة لدراسة المقدمات والتفسير على يد مجموعة من كبار أساتذتها بينهم الشيخ "جعفر الرشتي" والسيد "مصطفى الاعتماد".
تعلق هذا الشيخ الجليل بالخطابة وعشقها منذ نعومة أظافره، فتتلمذ فيها على يد الخطيب الشهير الشيخ "عبد الزهراء الكعبي" والسيد "مرتضى القزويني" والسيد "محمد كاظم القزويني"، وكان محبّاً للشعر الى درجة أنه رقى العديد من المنابر في مدن العراق المختلفة وكان الناس يقبلون على مجالسه بإنتظام منقطع النظير.
حصل "المعيني" على بعض الاجازات والوكالات من قبل مجموعة من مراجع عصره، منهم السيد "شهاب الدين المرعشي" والسيد "أبي القاسم الخوئي" والسيد "محمد الشيرازي" وغيرهم، ولا زال يمارس الخطابة ويلقي الدروس في المدارس الدينية الكربلائية حتى وقتنا الحاضر.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي – قسم التاريخ الإسلامي – النهضة الحسينية، ج10، ص181