يواصل مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة وعبر موسوعته الحضارية الشاملة عن مدينة أبي الأحرار "عليه السلام"، جمع وتوثيق ونشر الشواهد الدالّة على الترابط التاريخي بين الحضارات العراقية القديمة، وبين مدينة كربلاء المقدسة.
وجاء في الموسوعة ضمن محورها التاريخي، أن "سادس هذه الشواهد هي منطقة (العقر)، أو (عقر بابل) كما تسمى أحياناً، والتي تقع على المنطقة القريبة من ارض كربلاء"، مشيرةً الى أنه "عند وصول الإمام الحسين (عليه السلام) اليها، قد أحاطت به خيول عبيد الله بن زياد، فسأل الإمام (ما أسم هذه القرية؟)، فقيل له (العقر)، فقال (نعوذ بالله من العقر)، ثم قال (وما اسم هذه الأرض؟)، فقيل له (كربلاء)، فقال (أرض كرب وبلاء)".
ويذكر قسم التاريخ الإسلامي في الموسوعة نقلاً عن المؤرخ والكتاب الشهير "ياقوت الحموي"، قوله إنه "عند إعلان الثورة على السلطة الأموية عام 102هـ، جهز (يزيد بن عبد الملك) جيشاً لـ (يزيد بن أبي صفرة) بقيادة أخيه مسلمة، فوقعت بني الطرفين معركة قتل فيها (يزيد بن المهلب)، فيما ذكر (إبن المبرد) أنه (ضحى بنو حرب بالدين يوم كربلاء، وضحى بنو مروان بالمروءة يوم العقر، فيوم كربلاء هو يوم الحسين بن علي بن ابي طالب واصحابه، ويوم العقر يوم قتل يزيد بن المهلب وأصحابه)".
وأشارت موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة الى أن "النصوص التاريخية تؤكد إن (العقر) تقترب من كربلاء، فيذكر (أبو حنيفة الدينوري) أن (الإمام الحسين قال للحر بن يزيد الرياحي بعد مغادرته منطقة العقر، سِر بنا، فنزل موضع كربلاء، فقال زهير بن القين: هاهنا نناجز هؤلاء)".
المصدر:
- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التأريخ الإسلامي، الجزء الأول، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2017، ص 52.