نشرت "موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة" والصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، دراسة تفصيلية كشفت من خلالها عن مصادر الثروة المائية في مدينة سيد الشهداء " عليه السلام" منذ العصور السابقة وحتى وقتنا الحاضر.
وبينت الموسوعة في محورها الجغرافي أن "مجرى نهر الفرات يعد أهم مصدر مائي يمر في المنطقة الوسطى من العراق وتحديداً بالقرب من موضع كربلاء المقدسة وقد كان سبباً مباشراً في باكورة استقرار العراقيين القدامى بالمنطقة فجميع المدن العراقية القديمة كانت قد شيدت على ضفاف الفرات الأسفل والأنهر المتفرعة عنه".
وجاء في المبحث الأول من الدراسة، أن "مجرى النهر يتسم بمستوى من الانحدار القليل مما يوفر فرصة كبرى لإستخدامات المياه في الزراعة والري بعكس مجرى نهر دجلة الذي يتسم بسرعة جريان المياه فيه بالإضافة إلى توفر منخفضات طبيعية تتجمع فيها المياه الزائدة في مواسم إرتفاع منسوب المياه أوقات الفيضانات كبحيرة الحبانية، وهور "أبي دبس"، ومنخفض النجف، حيث يعتقد أن مجرى الفرات القديم كان يمر بالقرب منها مما قد يخفف من حدة الفيضانات الطبيعية التي شهدها مجرى الفرات عبر التاريخ".
ونقلت الدراسة عن الدكتور "إبراهيم شريف" تاكيده إن "وادي الفرات كان مركزا مهما لحضارات كبرى في العراق خلال النصف الثاني من القرن السادس (ق.م)، يسوق أدلة جغرافية - تاريخية على ذلك، منها أن وادي نهر دجلة لم يكن مؤهلا للعمران کونه بشكل أخفض أجزاء السهل الفيضي وتحديداً في نصفه الشمالي اذ يلاحظ إنحداره من جانب هضبة إيران بشكل كبير ومن جانب الفرات ايضاً وهذا الوضع الطبوغرافي يجعله مصرفأ للمياه من كلا الجانبين، فضلا عن كميات الطمى والمياه المنصرفة التي جعلت اغلب أراضيه مشغولة بالمسطحات المائية شبه الدائمية، الأمر الذي جعل من وادي الفرات اكثر استقرارا بشريا من نهر دجلة"
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور الجغرافي، الجزء الثاني، أحد منشورات مرکز كربلاء للدراسات والبحوث، 2017، ص 15-16.