جاء ذكر نهر العلقمي في كل المصادر التي تحدثت عن كربلاء وواقعتها وتاريخها وجغرافيتها قديماً وحديثاً، وتعدّدت أقوال المؤرخين والمؤلفين حول مكان هذا النهر وتاريخه ومن حفره وسبب تسميته وأين ذهب ؟
وبالرجوع إلى التواريخ نجد أن هذا النهر كان موجوداً بمسمَّيات عدّة وقد مرّ بمراحل عديدة، حيث يقول السيد محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة: (إن النهر قد اتجه اتجاهات متعددة في أدواره الغابرة، فلذا نجد للنهر أسماء عديدة كل منها يعود إلى عصر خاص يتبع التسمية التي عرف بها في ذلك العصر)
ويذكر المؤرخ سلمان هادي آل طعمه أن تسمية النهر بالعلقمي تعود الى أواخر القرن الثاني الهجري استناداً الى ما جاء به المؤرخون الذين سبقوه، فيقول أن تسمية النهر بهذا الاسم جاء نسبة الى اسم الرجل الذي قام بحفره والذي كُلف بذلك هو رجل من بني علقمة - بطن من تميم والذي يرجع نسبه إلى علقمة بن زرارة بن عدس فسمي بالعلقمي .
ويذكر أيضاً أن هناك رأي أخر للمؤرخين حيث يعتقدون أن تسمية النهر بهذا الاسم نسبة إلى كثرة طلوع نباتات العلقم ( الحنظل) حول حافتي النهر، حيث ذكر ذلك النويري في كتابه ( بلوغ الارب في فنون الادب).
وقد توقف جريان نهر العلقمي عام 697 هـ، ثم علته ُالرمال والأوحال مما عرقل جريان المياه فيه. وتروي بعض المصادر أن السلطان محمود الغزنوي أرسل وزيره علي الجويني إلى كربلاء فأمر أن يكرى نهر العلقمي وإزالة الرمال منه، فعادت له المياه وتدفقت فيه مرة أخرى وولى الطمى منه، وفي عام 915 هـ عادت الرمال تعلو هذا النهر وتوقف عن الجريان.
المصادر:
1- سلمان هادي آل طعمة، تراث كربلاء، ص 39.
2- عبد الحسين الكليدار آل طعمة، بغية النبلاء في تاريخ كربلاء، ص83.