أصدر مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة حديثاً، كتاباً، رقمياً، بعنوان " مناظرة في آراء فلهاوزن المستنبطة من واقعة طف كربلاء" تأليف أ. د متمرس "عبد الحسين مهدي الرحيم"، وبإشراف مركز كربلاء للدراسات والبحوث.
يتناول الكتاب الذي يقع في (113) صفحة؛ أبرز المستشرقين الألمان وهو يوليوس فلهاوزن (Julius wellhausen ) في مناظرة لآرائه المستنبطة عن واقعة طف كربلاء واستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه.
وبعد الاطلاع بدقة على الموارد التي اعتمدها فلهاوزن في دراسته بكتابه (الخوارج والشيعة)، تبين أنه وقع في الوهم والتحزب في كثير منها، حتى فتح باباً مشؤومة للآخرين من بعده في نصرة بني أمية والوقوف الى جانبهم يتقدمهم الفرنسي الأب لامانس. وقد برز في دراسته أمران، أولهما أنه اعتمد كلياً على رواية أبي مخنف التي نقلها الطبري كاملة، والثاني أنه قيَّم عناصر الحدث الفاعلة وهم، الأشراف، أهل الكوفة، وعصابة المأساة الإنسانية، مرتكبي الجريمة، وهم يزيد بن معاوية، عبيد الله بن زياد، عمر بن سعد. اما العناصر المنفعلة المستشهدة التي وقع عليها الحدث، فهم الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه وبعض من شيعته، ومن بقي منهم تحت طائلة السبي والأسر والعقاب الجسمي والنفسي، لكن فلهاوزن لم يكن منصفاً، بل كان معتدياً وواقفاً مع الظالمين في تقييمه للأشخاص، وقد تجلى عدم الانصاف منه في وصفه بالثناء لأعداء الحسين، والتقليل من قيمة أصحابه، فيما كان معتدياً على شخص الحسين المقدس، ونسب إليه من الصفات والمآخذ المرفوضة، فضلاً عن تشويه دوره في المعركة، فأكّد تحزبه وريادته في نصرة الظالمين من بني أميه، وكان أسوة سيئة لغيره ومنهم الفرنسي الأب لامانس.