8:10:45
مركز كربلاء للدراسات والبحوث يصدر النشرة الإحصائية السنوية لزيارة الأربعين 1446هـ / 2024م  مركز كربلاء يحث المواطنين على الالتزام بإرشادات الدفاع المدني لضمان سلامة المواطنين خلال عيد الفطر المبارك  قراءة في كتاب: أكبر كنز نحوي من (14) مجلداً أصلياً تزيّن رفوف مكتبة مركز كربلاء أهالي كربلاء المقدسة يستعدون لاستقبال عيد الفطر المبارك وسط انتعاش تجاري وتوافد الزوار العيد للطائعين و مقبولي الأعمال و كل أيامهم أعياد ...محمد جواد الدمستاني طب الامام الصادق عليه السلام السيد طاهر الهندي وتذهيب المنائر الحسينية وثيقة عثمانية تكشف تظلّم أهالي الهندية من متصرف لواء كربلاء عام 1886 حرفة صناع التنك ..مهنة تراثية تكافح للبقاء اسبوع في لمحة ابرز ماجاء في الاسبوع السابق الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال والمراهقين إدارة المؤتمر العلمي التاسع لزيارة الأربعين تعلن عن تمديد مدة استلام ملخصات البحوث الإرث العلمي والجهادي للسيد محمد تقي الجلالي مركز كربلاء يصدر كتابًا لتصنيف المقتنيات الأثرية في متحف العتبة الحسينية المقدسة حكايات من كربلاء..الحاج علي شاه وقصة ثرائه وأعماله الخيرية الندوة الالكترونية الموسومة " النبأ العظيم بين المناهج السياقية والمناهج النسقي" صدور كتاب فلسفة الصيام ودوره في التغيير الاجتماعي والفردي عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث السلطان محمد خدابنده ورعايته للعتبات المقدسة إعمار مرقد الإمام الحسين(عليه السلام) بتمويل قاجاري – وثيقة من موسوعة كربلاء "الأوتجي".. مهنة كي الملابس في كربلاء بين التراث والتطور
اخبار عامة / أقلام الباحثين
01:50 AM | 2024-03-18 794
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

شهر رمضان ومفهوم التقوى

يرتبط مفهوم التقوى إسلامياً بكل القيم والمثل العليا؛ لذلك نرى النصوص القرآنية، والتوصيات والتأكيدات الواردة عن الرسول الكريم وأهل بيته عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه؛ قد أكَّدت على أن تكون التقوى هدفاً سامياً يسعى إليه الإنسان باستمرار طيلة فترة وجوده في الحياة؛ لتحقيق تكامله.
يقول الإمام علي عليه السلام في وصف التقوى: "مسلكُها واضحٌ، وسالكُها رابحٌ، ومستودعها حافظٌ، لم تبرح عارضةً نفسها على الأمم، الماضين منكم والغابرين؛ لحاجتهم إليها غداً، إذا أعاد الله ما أبدى، وأخذ ما أعطى، وسأل عَمّا أسدى، فما أقَلَّ من قَبِلَها، وحملها حقَّ حملِها، وهم أهلُ صفةِ الله سبحانه إذ يقول: (وقليلٌ من عباديَ الشكور) فاهطعوا بأسماعكم إليها، وألِظّوا بجدِّكم عليها، واعتاضوها من كل سلفٍ خلفا"
لو تأمَّلْنا في هذا الوصف العميق؛ فإننا سنكون أمام تأكيد وتأصيل يرسخ الحاجة الإنسانية للتقوى عبر ثنائية الدنيا / الآخرة، وهنا تكمن قيمة التكامل التي عادة ما يكون فهمها ــ وفق ثقافة سائدة ــ منقوصاً بترسيخ أنَّ الإنسان ينتهي بعد رحيله عن الحياة الدنيا، بينما نجد أمير المؤمنين عليه السلام يقول بحاجة الأمم للتقوى حتى بعد أن تنتهي الحياة (إذا أعاد اللهُ ما أبدى) في إشارة إلى المعاد، وكيف ستلعب تقوى الإنسانِ دوراً في سعادته الأبدية.
وإذا كانت التقوى ــ كمفردة ــ وردت في الأدبيات الإسلامية؛ إلا أنَّ ذلك لا يعني أن يتم اختزالها بالمسلمين دون غيرهم من الناس، فلو نقرأ في النص السابق للإمام علي عليه السلام في وصف التقوى نجد عبارة: (لم تبرح عارضةً نفسها على الأمم الماضين منكم والغابرين)، والأمم هنا مفردة شاملة تؤكد ارتباط التقوى بالمعنى الإنساني العام، دون اختزالها في حيز ديني محدد.

التقوى إذن: مفهوم إنساني شامل يؤدي بالإنسان إلى نتيجة سعيدة بعد أن يتحقق بأشكاله وصوره وصولاً إلى القيمة الأخلاقية العليا التي عبَّر عنها نبي الإسلام العظيم بقوله: "إنَّما بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاق" فالتقوى والأخلاق مفهومان متلازمان لا انفصال بينهما ويمثلان خلاصة القيم الأخرى التي يروى أن النبي صلّى الله عليه وآله قال عنها: جماع التقوى في قوله تعالى: "إنَّ اللهَ يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر" 
وليس هناك أنسب وأجمل من أجواء شهر رمضان المبارك لاستثمارها في تحقق التنشئة الروحية التي تمهد الطريق للوصول إلى التقوى. ومن المهم أن تبدأ التنشئة مبكراً من الأسرة حيث يتم ترسيخ قيم الخير والفضيلة في نفوس أولادنا مستثمرين وجود الشهر المبارك، وخلق حالة من التوازن بين الموروثات والعبادات المتعلقة بهذا الشهر، وبين ما تتيحه من تجديد للأفكار والانطلاق منها نحو بناء المستقبل، ولا بأس بابتكار سلوكيات جديدة تنسجم مع روح العصر ومستجداته، وبنفس الوقت لا تؤثر على الأخلاقيات التي نشأوا عليها.
ومثل هذا التوازن؛ لن يكون مستحيلاً فيما لو تحصَّلنا على الإرادة في فعل ذلك. إذ يمكن لنا بقليل من الإصرار ألاّ ندع المسلسلات التلفزيونية وغيرها من البرامج التي يُعتقد أنها ترفيهية تستحوذ على اهتماماتنا، بحيث تكون بديلاً عن بعض الممارسات المجتمعية التي تزيد من مساحة المحبة والتعايش، كصلة الأرحام، أو حضور الندوات والفعاليات الثقافية والفكرية النافعة. 

المصادر:
ـ عادل الصويري، شهر رمضان والتقوى، مقال منشور في شبكة النبأ بتاريخ 7/5/2019
ـ نهج البلاغة، الخطبة 191.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp