8:10:45
شعبة الدراسات التخصصية في كربلاء: نافذة حديثة لاستكشاف كنوز التاريخ والحضارة في كربلاء إرث أدبي نادر من القرن التاسع عشر في مكتبة مركز كربلاء للدراسات والبحوث ندوة تعريفية بالمؤتمر الدولي التاسع لزيارة الأربعين من بساتين كربلاء إلى قلوب المؤمنين..مرقد السيد محمد الأخرس خذلوا الحق و لم ينصروا الباطل (نصرة الحق و عدم الحياد) ... محمد جواد الدمستاني تقاليد شعبية كربلائية ..زفة ختم القرآن الكريم ..زين العابدين العبيدي جمال الفنون الإسلامية بين دفتيّ كتاب... "كشكول الزخرفة العربية" في مكتبة مركز كربلاء دور الكربلائيين في إلغاء معاهدة بورتسموث 1948م سوق الدهان - بعيون كربلائية 2024 || suq aldihaan - Oyoun Karbala 2024  ألف عام من التاريخ والجغرافيا... مكتبة مركز كربلاء تحتضن نسخةً أصلية من "كتاب البلدان" استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث السيد محمد كاظم القزويني .. سيد خطباء كربلاء إدارة المركز تعقد اجتماعاً مهماً مع الهيئة الاستشارية إعلان ملف المؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين الفقر معنا خير من الغنى مع غيرنا، و القتل معنا خير من الحياة مع عدوّنا ... محمد جواد الدمستاني توقيع مذكرة تعاون مع شركة إسبانية لإنشاء سكة قطار (مهران الكوت كربلاء) صدور كتاب جديد عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث بعنوان "الإرشاد التربوي وتطبيقاته في الأسرة والمجتمع" الجمعية الإسلامية في كربلاء .. نواة الحركات الوطنية في العراق كنز من تاريخ العراق الحديث... "دليل المملكة لعام 1936" في مكتبة مركز كربلاء إدارة المركز تعقد اجتماعها الدوري
اخبار عامة / أقلام الباحثين
01:22 AM | 2023-09-17 2894
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

المخيم الحسيني.. مواقد نيران ودموع غمام.. المخيم الحسيني والشعائر الحسينية(الحلقة الثامنة والعشرون)

الشعائر لغةً:

الشعائر: المعالم للأعمال، فشعائر الله: معالم الله التي جعلها مواطن للعبادة، وهي أعلام متعبداته من موقف، أو مسعى، أو منحر، وهو مأخوذ من شعرت به: أي علمت، وكل معلم لعبادة من دعاء، أو صلاة، أو أداء فريضة، فهو مشعر لتلك العبادة، وواحد الشعائر شعيرة، فشعائر الله: أعلام متعبداته قال الكميت بن زيد:

نقتلهم جيلاً فجيلاً نراهم

 

شعائر قربان بهم نتقرب

 

وإنّما سميت الشعائر؛ لتشعر الناس بها فيعرفونها[1]. قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾. والشّعائر جمع شعيرة، وهو كلّ شيء للَّه - تعالى - فيه أمر أشعر به وأعلم ومنه شعار القوم في الحرب أي: علامتهم التي يتعارفون.

الشعائر اصطلاحاً:

قال القندوزي: روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: نحن الشعائر والأصحاب، والخزنة والأبواب، ولا تؤتى البيوت إلّا من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقاً. وقال الأصفهاني: ولا يخفى أنّ المراد بقوله - الإمام أمير المؤمنين عليه السلام - (نحن)  إما رسول الله والأئمة ، أو الأئمة فإنّهم أعظم شعائر الله وأفضلها، ولا ريب في أنّ تعظيم ما ينتسب إليهم تعظيم لهم، وهم شعائر الله فتعظيم ما يختصّ بهم، وينتسب إليهم تعظيم لهم وهم شعائر الله، وهذا واضح لا سترة فيه فقد ظهر بحمد الله رجحان تعظيم وتوقير كل ما ينتسب إلى مولانا الحجة، وكذا سائر الأئمة، ويضاف إليهم بإضافة خاصة من مواقفهم ومشاهدهم وضرائحهم، وخطوطهم، وكتبهم، وملابسهم، وأحاديثهم وكلماتهم، وذراريهم وشيعتهم، وغير ذلك واستحباب ذلك مما لا مجال للتأمل فيه.

 وقال ابن طاووس: فلو لم يكن الاهتمام بـ (الشعائر الحسينية) لزالت ولسرى الشك في كل ما يرجع إليه حتى أصل وجود الإمام الحسينj في قبال يزيد (لعنه الله)، وما جرى من المصيبة في كربلاء على يد هذا الفاجر، فإنّ الأعداء كانوا يرومون محو هذا الشعار الذي هو الركن في بقاء الإسلام.

 وقال الشيخ السند: الميرزا النائيني عبّر في فتواه في الشعائر الحسينية بأنّها شعائر الله. والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء يستدل على عموم الشعائر لشعائر الحسين بآية ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ. والسيد الحكيم في مستمسكه في بحث الشهادة الثالثة: تمايل إلى وجوبها من زاوية مصداقيتها للشعائر، بل عدّة من كبار علماء الطائفة - كالميرزا القمي في فتواه في الشعائر الحسينية - وصاحب العروة، والسيد جمال الكلبايكاني النجفي لم يقفوا عند العمومات المتقدمة التي أُخذ فيها لفظ الشعيرة، وإنّما استدلوا بعمومات أخرى، من قبيل: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، فكلّ ما فيه نشر لنور الله في مقابل الإطفاء فهو واجب.

 

الشعائر الحسينية المقامة في المخيم الحسيني

أولاً: مواكب ليلة العاشر من المحرم

1- المحفل القرآني ليلة العاشر من المحرم:

أقامت هذا المحفل دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية المقدسة للمرة الأولى يوم السبت ليلة العاشر من المحرم سنة 1434هـ الموافق 24 تشرين الثاني سنة 2012م من الساعة الحادية عشر ليلاً ويستمر إلى ما بعد منتصف الليل. ولا زالت هذه الممارسة العبادية  مستمرة وتقام سنوياً تأسياً بما فعله الإمام الحسين عليه السلام ليلة العاشر من المحرم عندما أراد العدو أن يبادره بالقتال فطلب تأجيل المعركة إلى صبيحة يوم العاشر؛ ليقضي ليلته بالتهجد والعبادة وتلاوة القرآن الكريم، وبهذا الصدد قال أبو مخنف: ثم إن عمر بن سعد نادى (يا خيل الله اركبي وأبشري) فركب في الناس، ثم زحف نحوهم بعد صلاة العصر وحسين جالس أمام بيته محتبياً بسيفه إذ خفق برأسه على ركبتيه، وسمعت أخته زينب الصيحة فدنت من أخيها فقالت: (يا أخي، أما تسمع الأصوات قد اقتربت) قال: فرفع الحسين رأسه، فقال: إني رأيت رسول عليه السلام في المنام فقال لي: (إنك تروح إلينا)، قال: فلطمت أخته وجهها، وقالت: (يا ويلتا)،   فقال: (ليس لك الويل يا أخيتي اسكني رحمك الرحمن).

 وقال العباس بن علي: (يا أخي أتاك القوم)، قال: فنهض، ثم قال: (يا عباس اركب بنفسي أنت يا أخي حتى تلقاهم فتقول لهم ما لكم وما بدا لكم وتسألهم عما جاء بهم)، فأتاهم العباس فاستقبلهم في نحو من عشرين فارساً فيهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر فقال لهم العباس: (ما بدا لكم وما تريدون) قالوا: (جاء أمر الأمير بأن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو ننازلكم)، قال: (فلا تعجلوا، حتى أرجع إلى أبي عبد الله، فأعرض عليه ما ذكرتم)، قال: فوقفوا ثم قالوا: (القه فأعلمه ذلك ثم القنا بما يقول) قال: فانصرف العباس راجعاً يركض إلى الحسين يخبره بالخبر، ووقف أصحابه يخاطبون القوم، فقال حبيب بن مظاهر لزهير بن القين: (كلّم القوم إن شئت، وإن شئت كلّمتهم) فقال له زهير:(أنت بدأت، بهذا فكن أنت تكلمهم) فقال له حبيب بن مظاهر: (أما والله لبئس القوم عند الله غدا قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرية نبيهj وعترته وأهل بيتهa وعباد أهل هذا المصر المجتهدين بالأسحار والذاكرين الله كثيراً) فقال له عزرة بن قيس: (إنك لتزكّي نفسك ما استطعت)، فقال له زهير:(يا عزرة، إن الله قد زكّاها، وهداها، فاتق الله يا عزرة، فإني لك من الناصحين، أنشدك الله يا عزرة أن تكون ممن يعين الضلالَ على قتل النفوس الزكية)، قال: يا زهير ما كنت عندنا من شيعة أهل هذا البيت، إنما كنت عثمانيا)، قال: (أفلستَ تستدلُ بموقفي هذا أني منهم؟ أما والله ما كتبت إليه كتاباً قط، ولا أرسلت إليه رسولاً قط، ولا وعدته نصرتي قط ولكن الطريق جمع بيني وبينه، فلما رأيته ذكرت به رسول الله عليه السلام ومكانه منه، وعرفت ما يقدم عليه من عدوه وحزبكم، فرأيت أن أنصره وأن أكون في حزبه وأن أجعل نفسي دون نفسه؛ حفظاً لما ضيعتم من حق الله وحق رسولهj ).

قال وأقبل العباس بن علي يركض حتى انتهى إليهم، فقال: (يا هؤلاء، إن أبا عبد الله يسألكم أن تنصرفوا هذه العشية حتى ينظر في هذا الأمر فإنَّ هذا أمر لم يجر بينكم وبينه فيه منطق، فإذا أصبحنا التقينا إن شاء الله، فإما رضيناه فأتينا بالأمر الذي تسألونه، وتسومونه، أو كرهنا فرددناه)؛ وإنما أراد بذلك أن يردهّم عنه تلك العشية حتى يأمر بأمره، ويوصى أهله. فلما أتاهم العباس بن علي بذلك، قال عمر بن سعد: ما ترى يا شمر؟ قال: ما ترى أنت؟ أنت الأمير، والرأي رأيك.

 قال: قد أردت ألا أكون ثم أقبل على الناس، فقال: ماذا ترون؟ فقال عمرو بن الحجاج بن سلمة الزبيدي: سبحان الله، والله لو كانوا من الديلم ثم سألوك هذه المنزلة لكان ينبغي لك أن تجيبهم إليها. وقال قيس بن الأشعث: أجبهم إلى ما سألوك، فلعمري ليصبحنك بالقتال غدوة. فقال: والله لو أعلم أن يفعلوا ما أخّرتهم العشية. قال: وكان العباس بن علي حين أتى حسيناً بما عرض عليه عمر بن سعد. قال: ارجع إليهم فان استطعت أن تؤخرهم إلى غدوة وتدفعهم عنّا العشية لعلنا نصلي لربنا الليلة، وندعوه ونستغفره فهو يعلم أني قد كنت أحب الصلاة له، وتلاوة كتابه، وكثرة الدعاء والاستغفار.

ويشهد المحفل حضور جمع غفير من الزائرين فضلاً عن الشخصيات الدينية والقرآنية وبمشاركة نخبة من قراء العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، القارئ عادل الكربلائي ورسول العامري ومصطفى الغالبي ووائل الكريطي وحيدر الغالبي، ومصطفى الغالبي وغيرهم، ويفتتح المحفل عادة فضيلة الشيخ مصطفى مصري العاملي بكلمة هادفة يبين فيها مقاصد إقامة هذا المحفل القرآني، كما يتخلل المحفل إلقاء قصائد رثائية عزائية بالمناسبة ويختتم المحفل أعماله بقراءة زيارة عاشوراء.

2- موكب طلبة العلوم الدينية

من المواكب الشهيرة التي تشارك آل بيت المصطفى أحزانهم ليلة العاشر من المحرم، يشترك فيه جمع غفير من العلماء ورجال الدين وطلبة الحوزة العلمية. تأسس هذا الموكب سنة 1424 للهجرة، مؤسسه سماحة الشيخ أحمد عبد الرضا الصافي تنطلقُ مسيرة الموكب ليلة العاشر من المحرم بعد صلاتي المغرب والعشاء من المخيّم الحسينيّ يتقدّمهم حملةُ الأعلام واللافتات الحسينيّة متّجهين صوب مرقد أبي الفضل العبّاس عليه السلام ثم يخرج متجهاً الى حرم أبي عبد الله الحسين عليه السلام مروراً بمنطقة ما بين الحرمين الشريفين، مردداً القصيدة الخالدة للشريف الرضيّ(قدّس سرّه)، وعدد ابياتها (62) بيتاً:

كربلا لازلت كرباً وبلا

 

ما لقي عندك آلُ المصطفى

كم على تربك لما صرعوا

 

من دم سال ومن دمع جرى

 

اذ يقوم سماحة الشيخ الصافي بقراءة القصيدة بيت بعد بيت ويقوم المعزون بالترديد بعده ويكون ختام الموكب بمجلسٍ عزاء يختص بشهيد الطف عليّ الأصغر (عبد الله الرضيع)

ومن الجدير بالذكر أن هناك موكب آخر يحمل اسم (موكب طلبة العلوم الدينية)، أسسه المرحوم الشهيد السيد حسن الشيرازي وكانت انطلاقته ليلة العاشر من المحرم من مدرسة الهندية الدينية ؛ أما اليوم فان الموكب ينطلق من مرقد العلامة ابن فهد الحلي. 

 

3- موكب عزاء طلبة مدارس كربلاء:

وهذا الموكب ينطلق من المخيم الحسيني ليلة العاشر من المحرم، وهو يمثل طلبة  مدارس كربلاء من مختلف المراحل الدراسية ويضم المعلمين والمدرسين والأساتيذ والموظفين من الطبقة المثقفة. تبدأ مسيرة الموكب من المخيم الحسيني، إذ يتجه على شكل (جوقات) الى العتبة الحسينية المقدسة وهم يرددون أبيات من نظم الشاعر الكربلائي الشيخ محمد علي كمونة:

زينب بالطف تدعو

 

يا ابن امي يا شهيد

يا اخي ترضى بأن

 

نهدى الى الطاغي يزيد

 

***

أما الجوقة الثانية فكانت تردد :

شيعة المختار نوحوا

 

والبسوا ثوب الحداد

لمصاب ابن عــــلي

 

 المرتضى خير العباد

 

 وعند دخولهم ألى الصحن الحسيني الشريف يرتقي المنبر  الشعراء والأدباء من الطلبة، فيلقون كلماتهم وأشعارهم وبعدها يتجهون إلى العتبة العباسية المقدسة ويؤدون المراسيم نفسها التي جرت في العتبة الحسينية المقدسة، حيث تلقى الكلمات وتنشد الأشعار، وعند ذلك يختم الموكب.

 

 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp