8:10:45
مركز كربلاء للدراسات والبحوث يصدر النشرة الإحصائية السنوية لزيارة الأربعين 1446هـ / 2024م  مركز كربلاء يحث المواطنين على الالتزام بإرشادات الدفاع المدني لضمان سلامة المواطنين خلال عيد الفطر المبارك  قراءة في كتاب: أكبر كنز نحوي من (14) مجلداً أصلياً تزيّن رفوف مكتبة مركز كربلاء أهالي كربلاء المقدسة يستعدون لاستقبال عيد الفطر المبارك وسط انتعاش تجاري وتوافد الزوار العيد للطائعين و مقبولي الأعمال و كل أيامهم أعياد ...محمد جواد الدمستاني طب الامام الصادق عليه السلام السيد طاهر الهندي وتذهيب المنائر الحسينية وثيقة عثمانية تكشف تظلّم أهالي الهندية من متصرف لواء كربلاء عام 1886 حرفة صناع التنك ..مهنة تراثية تكافح للبقاء اسبوع في لمحة ابرز ماجاء في الاسبوع السابق الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال والمراهقين إدارة المؤتمر العلمي التاسع لزيارة الأربعين تعلن عن تمديد مدة استلام ملخصات البحوث الإرث العلمي والجهادي للسيد محمد تقي الجلالي مركز كربلاء يصدر كتابًا لتصنيف المقتنيات الأثرية في متحف العتبة الحسينية المقدسة حكايات من كربلاء..الحاج علي شاه وقصة ثرائه وأعماله الخيرية الندوة الالكترونية الموسومة " النبأ العظيم بين المناهج السياقية والمناهج النسقي" صدور كتاب فلسفة الصيام ودوره في التغيير الاجتماعي والفردي عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث السلطان محمد خدابنده ورعايته للعتبات المقدسة إعمار مرقد الإمام الحسين(عليه السلام) بتمويل قاجاري – وثيقة من موسوعة كربلاء "الأوتجي".. مهنة كي الملابس في كربلاء بين التراث والتطور
اخبار عامة / أقلام الباحثين
06:39 AM | 2022-02-14 3217
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

ملاحدة في بيوت المسلمين

رغم ان الالحاد  يعد ظاهرة قديمة الا انه اخذ بالتمدد والانتشار  في العقد الاخير من الالفية الثالثة اذ يقدر عدد الملحدين في العالم  بنحو مليار ملحد !! و هوينتشر كالاخطبوط في بلاد المسلمين!!،  وحسب تقديرات مؤسسة غالوب فأن 5% من السعوديين مثلا قالوا أنهم كانوا ملحدين وهؤلاء هم الذين افصحوا عن انفسهم ولكن العدد الحقيقي اكبر من ذلك .

والالحاد على انواع فهناك من لا يؤمن اصلا بوجود الله تعالى وهناك من يرى انه لا حاجة للدين اصلا ويجب ازاحته رغم انه يؤمن بوجود الله تعالى وهناك من يسمونهم اللا ادرية الذين يجيبون بلا ادري عن كل سؤال يتعلق بالدين او الخالق.

الالحاد ..لماذا؟

يعتقد الملحدون الجدد ان (الاديان مصدر كل الشرور في العالم  )وان (الدين مرض يصيب الاغبياء)  حيث يقول الملحد الامريكي دانيال دانيت ان الاديان مجرد خرافة.  ودأب الملحدون للترويج لعالم يعيش الامن والسلام عبر الانسلاخ من الاديان (وطبعا ياتي الاسلام في المقدمة) بل ان بعضهم ابتكر موجات مضادة في تجمعات ضالة من امثال (عبيد الشيطان ) التي تدعوالى عبادة الشيطان وبانه لا فائدة من عبادة الله تعالى _والعياذ بالله _بعد ان بقي العالم مستنزفا في احداث عنف ودمار !!  .

وقد انتشر الالحاد في المجتمعات المسلمة لاسباب كثيرة منها تخلف الدول الاسلامية وتدهور اوضاعها ويعزي هؤلاء الملحدين السبب كله الى الدين وان كان بريء من ذلك بل العكس هو الصحيح بدليل الحضارة الاسلامية الني انتشرت بفضل عقيدة التوحيد .؟ولعل ظهورنموذج( الاسلام المتطرف) ذو الافكار المتخلفة كما في عصابات داعش كان قد ترك اثرا عميقا  في تشويه صورة الاديان عامة والاسلام بشكل خاص ودفع الكثيرين نحو منحدر الالحاد.

ويعزي البعض اسباب  انتشار موجة الالحاد الى الرغبة في الاستغراق في الشهوات والتخلص من الحدود والاوامر النواهي  بمعنى التحررالمطلق من كل عوامل الضبط الاجتماعي والتي ياتي الدين على راسها وهذا السلوك الماجن تبناه كثير من الملحدين الكبار الذين كانت لهم علاقات غير مشروعة كثيرة ومتعددة ولهذا يشعر الملحد بحالة من الارتياح المؤقت لانه تخلص من كل شي (يحجبه) عن ملذاته!!  يقول الفيلسوف الامريكي( مورتيمر أدلر) والذي بقي ملحدا حتى وصل الى عمر 81سنة فامن بالمسيحية:

لم ارغب في العيش كشخص متدين لان هذا يتطلب تغييرا في طريق معيشتي!!.

 

التنشئة الاسرية والالحاد

وقد تكون اسباب الالحاد نفسية و اسرية واهمها عدم وجود علاقات سليمة بين الاباء والابناء . وفي تقرير انشرته هيئة الاذاعة البريطانية حول الالحاد في مصر اشارت فيه الى ان معظم الملحدين في مصر هم من خلفيات دينية ونشاؤا في اسر ملتزمة !!.و في كتاب سيكولوجية الإلحاد"  والذي سمي بالكتاب المزعج لانه عرف بالالحاد الذي هوعكس الفطرة (أي الايمان الذي يتبناه علم النفس العام)  والذي صدر عام 1999 وكاتبه أستاذ علم النفس الأميركي، "بول فيتز"الذي كان ملحدا  لفترة طويلة حيث  انه تبنى الالحاد وهو في 18 من عمره حتى عمر 38 عاما حيث عدل عن الحاده وعرف ان مادفعه للالحاد هي ازمات نفسية و اسباب سطحية غير منطقية وبلا نزاهة فكرية او اخلاقية وليست عقلانية!! . ركز فيتز في بحثه  على العلاقات الاسرية عند الملحدين وقد وجد ان هناك ظاهرة نفسية اشترك فيها اكثر الملحدين في العالم الا وهو غياب دور الاب في الاسرة او فقدانه او اضمحلال  دوره  او  القسوة في تعامله مع ابنه  وذكر اسباب اخرى مثل البيئة الاسرية وقسوة التعاملات والبيئة المحيطة بالفرد التي تدعو الى التخلي عن التدين.

وفي دراسة  صدرت عام ان 54%من الملاحدة عانوا من فترة احباط او ياس ادت الى احباطهم كما ان44%منهم اتخذو قرار الحادهم بسبب ازمة عاطفية .معنى هذا ان عوامل التنشئة الاسرية تلعب دورا كبيرا في نزوع الابناء الى الالحاد ومنها الضغط الاسري على الابناء والقسوة والتشدد في التوجيه الديني رغم اننا الان نعيش الالفية الثالثة التي تسمي ابناءها الذين ولدوا بعد عام 1984 بانهم جيل الالفية الجيل النرجسي المتواكل الذي لا يحب المسؤولية ويعيش الانا في عالم الضبابية والفوضى الفكرية. اما عن دور الاب في الاسرة فالاب يمثل القانون والمرجعية والامن الاسري وحينما يغيب المرجع عن احتواء ابناءه  وايجاد الحلول لمشكلاتهم او تبصرتهم بالامور الدينية يبدأ الاولاد بالبحث عن مرجع اخر .  ثم ان الاب يمثل الحماية والامن الغذائي والاقتصادي والاجتماعي وغيره فاذا تضعضع هذا الجانب تتخلخل مقاييس التربية .يضاف الى ذلك انشغال الام بالعمل خارج البيت  بل انها لم تعد تجد في دورها التربوي الا الشعور بالنقص والدونية وهذا يعني غياب الوالدين عن تربية الابناء وتسليمهم للخدم الذين يكونوا في الغالب ذوي اتجاهات معادية لدين الاباء ولكن بحكم علاقتهم الاقوى  بالابناء فانهم يكسبون ثقتهم  مقابل الفكر الضار الذي يكتسبوه .لا ننسى ان دور الام اساسي ومهم فتبني الامهات المسلمات لما يطرحه الفكر الغربي النسوي من دعوات مضادة للدين جعل الامة الاسلامية كلها تستشعر القلق ازاء التهديدات المعاصرة التي تتعرض لها الاسرة المسلمة بما في ذلك الدعوات المتكررة لالغاء القوانين الاسلامية فيما يخص الزواج والطلاق والمواريث .و يحاول الابناء تفسير الدين من خلال سلوك الاباء والامهات ولكنهم يتعثرون  امام اسئلة كثيرة لا يجدون لها جوابا حيث ان التدين التقليدي الهش هو السائد .

وفي ظل غياب الاهل عن تحمل مسؤولياتهم التربوية  ينخرط الابناء في مواقع التواصل الاجتماعي في رحلة البحث عن الذات والهوية فيطرقون ابوابا ضالة تبعدهم عن الدين  وياتي هذا مع رعاية مكثفة من قبل الملحدين انفسهم تجاه البراعم الصغيرة في حملاتهم الداعية الى التخلي عن الدين فاناكا هاريس  مثلا زوجة الملحد سام هاريس صاحب المقولة الشهيرة (لو امتلكت عصا سحرية لازيل الدين او الاغتصاب من الوجود لاخترت ازالة الدين ) كتبت سلسلة كتب للاطفال بعنوان (انا اتسائل) كي تزرع الشك وتحرك ارضية الالحاد وهم في نعومة اظفارهم !!.

 

 الالحاد والاعلام

وقد ولى ذلك الزمن الذي يخفي الملحد  فيه افكاره !!اذ انه توجد لديهم الاف المواقع على محطات  التواصل الاجتماعي ويمر عليها مئات الالوف ان لم يكونوا الملايين وهم يسمون  انفسهم باصحاب التفكير الحر!!. واستفاد الملحدون من كل الوسائل المتاحة لهم بما فيها من انشاء قنوات فضائية واذاعية تخاطب العقل العربي المسلم وتزعزع ايمانه بالله ،وفي دراسة انه خلال عقد واحد فقط  شاهد 200 مليون عربي مسلم برامج متنوعة  ومكثفة  تدعو الى الالحاد ونبذ الدين .

وتبدا موجة الاستقطاب  من خلال وسائل مختلفة سواء بالبحث عن عمل او هجرة  او من خلال منظمات عالمية تدعي رعاية الشباب والعلم والصحة وغير ذلك ثم تطرح الاسئلة  للتشكيك في المعتقدات الدينية التي غالبا ما  تكون هشة عند الابناء .

وقد لعب الاستخفاف بالرموز الدينية واهانة المقدسات دور كبير في الاستخفاف بالقيم والتشكيك في الامور الدينية كلها ..ناهيك على ان المبادئ العلمانية هي الحاكمة في كثير من البلاد الاسلامية وقد جعلت هذه ضمن  اولويالتها محاربة الدين والتضييق على الملتزمين به فكأن الالحاد اضفى مسلكا للنجاة من بطش السلطة!!.

مرض ام اضطراب؟

يعاني الملحد من  تشتت فكري وروحي ونفسي لانه لا يمتلك خطا مرجعيا واضحا

ولان مسيرته عكس مسيرة الفطرة  والمجتمع مما يجعله يعيش وطأة  الاضطراب الداخلي الا ان كثيرا من علماء النفس المعاصرين يرون ان سبب الالحاد يعود الى ازمة نفسية وعائلية بالاضافة للاسباب الفكرية ولا يعترفون بانه مرض  نفسي في حين  يسمي القران الكريم هؤلاء بالمرضى

 الاستاذة كفاح الحداد

 

قال تعالى:في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا (البقرة10) 

 

ماهو المطلوب؟

يجب ان تحشد الطاقات والجهود لمحاصرة هذا الاخطبوط الزاحف الى بيوتنا عبر التحرك على مسارين الاول حماية الجيل الجديد من الوقوع في الالحاد والثاني اعادة الملحد الى جادة الصواب وذلك من خلال عدة امور:

1-  بداية يجب تشخيص مستوى الالحاد ونوعه ومالذي دفع الملحد الى هذا الطريق  كي نحدد العلاج والدواء . وفي اول الامر نسمع لهم اكثر مما نتكلم  ونسمح لهم بالتعبير عما في داخلهم وهذا لن يتحقق مالم يشعروا بالامان.

 

2-  الاجابة عن الاسئلة التي يطرحها المشككون والملحدون بدقة وصراحة علمية  وايجاد علاجات لامراضهم النفسية كالقلق والوسواس القهري .

3-  الاهتمام بالاسرة باعتبارها الحاضن الاول للفرد ولابد من حمايتها  من التفكك او الانفصال وايجاد الحلول للمشاكل التي تعاني منها وتفعيل دور الاب والام في عملية التربية.

4-  رعاية الاطفال والاجابة على  اسئلتهم وبشكل صحيح ومفهوم ونشر المعارف الدينية بالشكل الذي يفهمه الصغار.

5-  اشاعة ثقافة دينية صحيحة بعيدا عن التطرف والتشدد ونشر المعلومة الدينية بشكل سهل وسلس كي  يصل الى جميع الشرائح.

6-  واذا كان الالحاد ينتشر عبر مؤسسات ومنظمات فمعنى هذا انه يجب ان تتشكل مقابلها مثل هذه المنظمات فالحركة المنظمة لابد ان تتصدى لها حركة منظمة معاكسة.

7-  ايلاء الاهتمام الخاص بشريحة الشباب وايجاد محطات تلاقي بينهم وبين علماء الدين وايجاد ورش خاصة لتعليم الشباب بمهارات حل المشكلات كي لا يتعثروا امام المشكلات التي تعترض حياتهم

 

                                                                                                                                                ليس بالضرورة ان يمثل المقال رأي الموقع ، انما يمثل رأي كاتبه .

Facebook Facebook Twitter Whatsapp