شرع الحسين بن علي "عليهما السلام" بإعتماد خطة حربية تختلف عن سابقاتها و لاحقاتها بإصلاح الأمة، فالإمام الثائر لم يستخدم الخطط العسكرية؛ كون المنظور الإصلاحي الثوري يتجه نحو إصلاح فكر الأمة و الابتعاد عن عسكرتها و ايديولوجيتها الدموية، وهذه الحقيقة التي غفل عنها بعض الحكّام من مدعيّ الانتماءات الوطنية الحسينية، والناطقين بالقول زوراً بنهجهم الإصلاحي المزيف.
خرج الحسين شاهراً فكره وفكر أبيه وجده "صلوات الله عليهم اجمعين" قبل ان يشهر سيفه، و يثبت صحة قولنا هذا الحديث الخالد للثائر "عليه السلام" قُبيل الخروج على طواغيت عصره، والذي ذكرته المصادر التاريخية الرصينة واتفق عليه مختلف علماء الشيعة "إني لم اخرج اشراً ولا بطراً انما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله " .
هذا يعني ان "عليه السلام" لم يطلب الجاه والمال واتخاذ سبيل الدم والاقتتال، بقدر ما طلب الإصلاح الفكري و العقائدي و الديني والسياسي بعد ما آلت اليه الحكومة الأموية الضآلة في اغتصاب البيعة من المسلمين المعتدلين آنذاك.
وضع الامام الحسين بن علي عليهما السلام خطةً حربية فكرية ضد الطائفية و العنصرية والدموية، مضحياً بأهل بيته وأخوته وأصدقاءه الذين عاهدوه وبايعوه ولم يخذلوه لأحقيته في الخروج؛ حتى اصبح "عليه السلام" مرجعاً ثورياً وفكرياً وعقائدياً لمعظم الثورات التي لحقت واقعة الطف وليومنا هذا؛ فجميع الثائرين ضد الطغيان والانحرافات السياسية والعقائدية نجحوا في تحقيق مرادهم الاصلاحي بعدما اتخذوا من ثورة الحق الحسينية قدوةً لصيرورة الانتصار .
ومما تقدم وبالرجوع لعنوان المقالة يثبت لنا ان مجمل الثورات الحقيقة أنطلقت من الامام الحسين و تنتصر بالرجوع اليه.
- بقلم / احمد صلاح سعيد