8:10:45
قرن كامل من العمارة العراقية في موسوعة فريدة توفّرها مكتبة مركز كربلاء للدراسات والبحوث الاتفاق الكربلائية..اول صحيفة عربية غير رسمية في العراق  درس أخلاقي من الإمام الكاظم (ع) في النقد و إبداء الملاحظات ... محمد جواد الدمستاني أقدم طبيب في كربلاء: الدكتور عبد الرزاق عبد الغني الشريفي من جامعة توبنكن الألمانية.. مدير المركز يبحث عدداً من الملفات العلمية مع مركز العلوم الإسلامية انتفاضة حزيران 1915م في كربلاء البرذويل أثر عراقي يشمخ بعناد في صحراء كربلاء ندوة علمية مكتبة مركز كربلاء تُثري رفوفها بمرجع عالمي يفتح آفاقاً جديدة في أبحاث التسويق إن لم يكن عندكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم (ضرورة الرجوع إلى القيّم الحق) ... محمد جواد الدمستاني مساجد كربلاء القديمة...مسجد العطارين متصرفو لواء كربلاء في العهد الملكي..صالح جبر المركز يقيم ورشة بعنوان: ستراتيجيات أمن الحشود في أثناء الزيارات المليونية.. زيارة الأربعين أنموذجاً استمرار الدورة الفقهية في المركز مقابر كربلاء - بعيون كربلائية الجزء الاول 2024 || Karbala Cemeteries - through Karbala eyes 2024 لقاء الدكتور المهندس احمد مكطوف خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين الهيابي ..الواقعة التي هَزم فيها الكربلائيون جيوش العثمانيين ومدافعهم مركز كربلاء يعلن إصدار ثلاثة أجزاءٍ جديدة من كتاب (المنبر والدولة) النائب المهندس زهير الفتلاوي خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين النائب السيدة نفوذ حسين الموسوي خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين
اخبار عامة / أقلام الباحثين
04:44 AM | 2020-09-05 1782
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

صدى الطفّ بين صحراء كربلاء ووسائل الإعلام العالمية

 بقلم جواد كاظم الخالصي

لم يكن النقل الإعلامي ولا وسائله المتعددة بحداثتها كما هو معهود اليوم متواجداً على أرض كربلاء، الساحة الشاهدة تاريخياً على ثورة وقعت فوق رمالها، وفي صحرائها القفراء مزجت بين طيات حبات الرمل فيها حكايات موجعة بالألم الذي خلّفته بعد ان هدأت سيوف المعارك التي رُفعت عالياً بوجه هذه الثورة المعطاءة الخالدة والإنسانية بكل أبعادها وقيمها وما حوته من ثقافات، هي مدرسة للحياة تتعلم منها كل الأجيال وكل حاكم عادل أو مستبد ليُصلح شأنه ويتعلم منها الرعية كيف يأخذوا حقوقهم بالصبر والتجلّد والثبات.

انها ثورة الإمام الحسين "عليه السلام" الخالدة في تقويم دين جده النبي محمد "صلى الله عليه وآله" الذي أُخِذ بالإنحراف نتيجة أفعال وتصرفات من نزى على كرسي خلافة المسلمين غصباً من قبل يزيد وابيه معاوية ومن هنا كان موقف الكلمة صارم بالحق ونصرة الدين الاسلامي وعدم وصوله الى الإنحدار الكامل وبالتالي إندثار معالم هذا الدين الحنيف الذي جاء به جده رسول الله.

إستلّ القوم سيوفهم الناقمة على حفيد رسول الله واهل بيته واصحابه القلّة لتبرق بشعاع الحقد الاموي على آل بيت الرسول وتوغل قتلاً بهم بإراقة دمائهم وقد كانت تلك الملحمة الحسينية الثورة المتوهجة والصرخة الكبرى بوجه الظالمين يقودها الامان الحسين "عليه السلام" بكل قدرة ودراية وحنكة سياسية تعبّر عن فهم حقيقي لإرادة الامة ومشروعها في بناء حكومة عادلة وانسانية تهتم بالجميع دون التسلط على رقاب الناس.

في هذه الصحراء القافرة لم يكن هناك إعلام أو أية وسيلة إعلامية توصل تلك الرسالة الخالدة والنقية الى البشر ليسمعها العالم بكل إتجاهاتهم ومعتقداتهم حتى يتعاطف مع كل ما وقع من إنتهاك للإنسانية في هذه المعارك التي خاضتها جيوش الكفر والجبروت والفسق والفجور التي جهّزها يزيد وأعوانه من شذاذ الافاق، لم يكن غير صوت الامام الحسين "عليه السلام" في الآفاق يضجّ مسامع المتخاذلين عن نصرته، بل جاؤوا لقتاله وسبي عياله تأمرهم دولة أموية مترامية الأطراف وكبيرة لها السيطرة بقوة السيف والجبروت والباطل على كل الولايات في الجزيرة العربية، والى جانب صوت الإمام كان الصوت الإعلامي الصادح والذي أوصل الينا والى العالم تلك المأساة وما حصل فيها، هو صوت السيدة زينب "عليها السلام" أخت الامام الحسين "عليه السلام" ومعها صوت إبن أخيها الامام علي إبن الحسين زين العابدين "عليه السلام" رغم علّته ومرضه الذي أقعده، حيث بقي صوته صادحاً بتثقيف الأمة التي سيطر على عقولها منهج بني أمية وتضليلهم، حتى ينطلق بعد ذلك الصوت الهادر لتلك الثورة العملاقة والعميقة في الاهداف.

ومن هناك بين غبار الصحراء وذرات رماله إرتفع صوت الثورة في كل المدن والقصبات التي مرّ بها موكب السبايا وكأننا أمام وسائل إعلامية متطورة تنتقل مع الحدث لتصل الى كل بيت وعموم الناس، وهو ما أرادته السيدة زينب "عليها السلام" في ترسيخ رجع الصدى لتلك الثورة، وهذا ما تعتمد عليه علوم السياسة فمتى ما تحقق رجع الصدى الجماهيري، فنحن أمام نجاح كبير في الجانب الإعلامي لأي حدث يخص عموم المجتمعات، وهنا أجزم ان الإنتقالة الكبيرة في ترسيخ الوعي العام عند الناس قد نجح فيما لو نظرنا الى ما نحن عليه اليوم من هذا الإمتداد العالمي غير المسبوق لتلك الثورة والتي أصبح تأثيرها كبيراً على مدى قرون من الزمن وهي تتوهج ولن تنطفئ معالمها بل في إزدياد كبير حتى باتت اليوم تهدد عروش الجبابرة ويتخوفون من شعارات ثورة الإمام الحسين ع وكأننا نعود الى العسكرة في مواجهة الحسين من جديد من قبل بعض الحكام الطغاة، وعندما أرى هذا التعاطف الكبير مع واقعة كربلاء أو معركة الطف من قبل الأديان والقوميات الاخرى غير الإسلامية، فذلك يعني أن الهدف من ثورة الامام الحسين "عليه السلام" قد تحقق من ثبات روحية الإسلام المحمدي الاصيل وقيَمهِ وكذلك التثبت من إنسانية الإسلام مع كل الاديان السماوية الاخرى بفعل المنهج الاعلامي الذي قامت به زينب "عليها السلام"، وعلى المخالفين النواصب الذين يحملون في دواخلهم حقداً وكرهاً على الامام الحسين واهل البيت أن يتوقفوا قليلا ليتأملوا هذا الانتشار الواسع لنتائج ثورة الامام الحسين "عليه السلام" الذي تبثه وسائل الاعلام بشكل مباشر وآني في كل بقعة من بقاع الأرض، حيث يدلل ذلك على عالمية ثورة الإباء والتحدي والموقف والاصلاح ولو لم تكن لهذه الثورة مصداقية لما تعمقت في نفوس المجتمعات على مستوى العالم وما كنّا لنشاهد نجاح مساعي الإعلام الذي قادته العقيلة زينب "عليها السلام" بكل جدارة.

المصدر:  https://www.eye-n.com/index.php/permalink/221394.html

Facebook Facebook Twitter Whatsapp