أن الإيمان بوحدة أبناء شعب العراق جميعاً، وبمختلف روابطهم الأولية، ظل محل تركيز (المنبر) الدائم، ناقلاً وصايا وتوجيهات المرجعية بهذا الصدد، وحاثاً العراقيين على الالتزام بها، درءً للفتنة الطائفية، ومنعاً من انزلاق البلاد نحو حرب أهلية، وحفظاً للوحدة الوطنية، لاسيما وأن أعداء الدولة قد ركزوا على تمزيق التنوع الاجتماعي بين أبناء الشعب العراقي، تمهيداً لتمزيق الدولة.
وقد اتخذوا من الإرهاب الطائفي وسيلة لتحقيق ذلك الهدف، عبر القيام بسلسلة عمليات إرهابية تستهدف المدنيين ودور العبادة والأماكن المقدسة، وقد بلغت تلك العمليات الإرهابية ذروتها بقيام الميليشيات التكفيرية بتفجير قبة مرقدي الإمامين العاشر والحادي عشر لدى الشيعة الاثني عشرية، الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري (عليهما السلام) في مدينة سامراء في ١٣ المحرم الحرام ١٤٢٧ - ۲۲ شباط 2004، مما ولد ردود فعل مضادة قوية لدى أتباع أهل البيت في العراق، تمكنت المرجعية من احتوائها، وكان لـ (المنبر) دور في ذلك عبر تواصله مع الجماهير ونقل توجيهات المرجعية إليهم، رغم خطورة الحدث التي عبر عنه (المنير) بقوله: "ولا زلنا، ونحن في عاشوراء أيضاً، حياتنا في هذا الشهر كلها مأساة، قد لا نستوعب عظم ما حدث، فالذي حدث كبير جدا، لو كان الإمام العسكري بشخصه هناك لكان قُتِل، لو كان الإمام الهادي بنفسه هناك لكان قتل. ما الفرق؟ فالذي قام بهذه الجريمة لا يستهدف حجارة" وما عاود تأكيده بقوله" (أنَّ) مسألة سامراء ليست مسألة بناء وهدم، وليست أنقاضاً تحتاج إلى رفع، لا، وإنما هي جريمة وعاشوراء ثانية... أنَّ الإمام الهادي، والإمام العسكري (عليهما السلام) هو المستهدف في ذلك، فلو تصورنا إن الإمام (عليه السلام) موجوداً، بلا شك لكانت العملية تستهدف الحسين، فإن لم يستطع أن ينال من الحسين، فأبنائه وأطفاله وعائلته، وإذا لم يستطع فيتتبعهم رميما"
المصدر || مركز كربلاء للدراسات والبحوث، المنبر والدولة، أنور سعيد الحيدري، ص46