النيران تلتهم صندوق الانتخابات
واصلت صحيفة الزمان نقل مذكرات الحاج خليل الاستربادي في مقالها الذي نشر، بتاريخ 23 تموز 2017م، والذي يتحدث عن الحاج خليل وفترة تسلمه رئاسة البلدية في كربلاء والمصاعب التي واجهته.
نقلت صحيفة الزمان جزءاً من مذكرات الحاج خليل، كُتب فيه " في اليوم الثاني، العديد من الشيوخ يدخلون عليّ بالبلدية، اثنان يدخلون، واثنان يخرجون، (على اساس يستفزوني!) يقولون: أين هم؟ اصحابك؟ اين رشيد الحميري؟ اين هم السادة؟ وإنا اضحك معهم ...! أخذت تراودني افكار ايام جهلي، امّا النجاح او الموت، اضطروني أن اعمل اوراقاً مزوَرة ومعي عدد من اعضاء اللجنة، اجتمعنا في البيت، بعد الغروب، كتبواَ محضراً حسب الاصول، وقد صدّق على المحضر بعض أعضاء اللجنة، وكتبوا أن البعض الآخر من اللجنة يستنكفون عن امضاء الاوراق، وجماعتي يقولون: الصندوق في البلدية، وعملنا هذا لا نفع فيه ...! قمت من بينهم، واخذت معي خمسة رجال من حملة البنادق (تفاكَه)، خرجنا من البيت، أخبرت السائق بأن يطفئ الكهرباء، وكان البرد قارساً وساد الظلام في المنطقة، من البيت الى البلدية، ودخلت الى البلدية واخذت الصندوق، ولمّا أردت الخروج من الباب، جاء إثنان من الحرّاس، قالوا: خليل ماذا تريد؟ امسكتهم، وقلت لهما: لا تصيحوا لأنكما ستقتلان، الحراس الذين كانوا عند باب الجامع المقابل لباب البلدية، صاحوا: من هذا؟، أجبتهم: انا خليل اجلسوا مكانكم، (التفاكَه) قد حاصروا البلدية، تقتلون ولا ينفعكم أحد، أنا وجماعتي ذهبنا الى البيت، كسرنا الصندوق واحرقنا اوراق الناخبين "
وأضاف الاستربادي " انطلقت الصيحة في المدينة، فزع الاهالي وأخذوا يتراكضون، صار الاجتماع في الميدان، جاءوا بالمئات وهم مسلحين، جاء مدير الشرطة امام باب دارنا، واخذ يصيح: تسرقون الصندوق، خليل أنت ما تخلص من هذا العمل؟، اثرتَ الفتنة في المدينة!، خرجتُ من الدار مع مدير الشرطة ومعه ثلاثون شرطياً، ذهبنا الى البلدية، كان هنالك صندوق قديم، قلت له هذا الصندوق، صنفنا الآراء، وخرجوا، ذهبوا وأخبروا جماعتهم، قالوا: لنعمل على إن الصندوق قد سرق، لكي تعاد الانتخابات!
واصل الحاج خليل إن " من شدة البرد القارس، أخذت حشود الناس الذين في الشوارع بتكسير مقاعد المقاهي لكي يتدفأوا عليها (بعد اشعال النار فيها)، وينتظرون ان نرجع الصندوق الى البلدية!، ولما رأوا إن شيئاً من ذلك لم يتحقق، الى الصباح، فعقد الاجتماع في الميدان، وإن كل ظني إذا دخلتُ في الميدان، سوف اُضرب ولا ينفعني احد، وجاء شرطي عليّ، واخذ إفادة الطرفين، ورجعت الى البيت، المتصرف احمد زكي الخياط، كان في إجازة، مسافر، بعض الشيوخ واتباعهم، سافروا الى بغداد، يشكون حالهم، الغَوْا إجازة الخياط، ورجع الى كربلاء، بعث عليّ يهددني [ قال: كم يوم سافرت، تحصل هذه الاعمال؟، إذا كانوا يتضاربون، ويصير قتل، من المسؤول؟]، [ولا يمنحني مجالاً للكلام]، [ثم قلت له: عندي حقي]، [قال: لا احب ان اسمع كلامك، غداً صباحاً (لازم يصير انتخاب)]، [جاوبته: ما يصير إنتخاب، صار وخلص، جاوبني: تهددني ..!]، [قلت له: كلا، أظن تصير فتنة كبيرة!، قال: في هذه الساعة، أأمر بحبسك]، [قلت له: كم من المدة تريد حبسي؟ لازم أخرج، فإذا خرجت، لا أظن فيها صلاح لك؟ وخرجت]، صاح: محمد أفندي خليل عندك، هو صديقك إذا لم يسكت، سوف يندم!