اجتماع الموت .. الاستربادي على منصة الاغتيال
واصلت صحيفة الزمان مقالها عن مذكرات الحاج الاستربادي ودوره في مدينة كربلاء وتأثيره على المجتمع الكربلائي.
نقلت الصحيفة جزء من نص ذكر الاستربادي فيه " في الليل تُعقد الاجتماعات ليبحثوا عن الطريقة المثلى لقتلي! وتأتيني هذه الاخبار بواسطة أحد الاشخاص لقاء اجر يومي، إن أهل كربلاء كانوا يحبونني ويحترمونني، فلماذا كل هذا الكره والعداء ؟، كل ذلك بسبب كرههم للسيد عبد الحسين الددة، حيث إنهم كانوا يظنون بأني إذا صرت رئيساً للبلدية، ستكون المحلات والمختارية تحت تصرفي، حتى عمال البلدية، كل هؤلاء سأختارهم حصرياً من أتباع الددة والسيد احمد الوهاب، بلغوا المتصرف محمود اديب: لماذا لا تبلغ خليل بالرئاسة؟ إن لم تكن لك قابلية، قل لنا حتى نبعث متصرفاً آخر الى كربلاء!، أرسل المتصرف على عدد من الشيوخ، هددهم، وبلغني برئاسة البلدية."
واصل الاستربادي إن " في أيام صالح حمام – مدير الشرطة -أردت الذهاب اليه لأشكره، أخبر صالح أحدهم إنه لا يحب رؤيتي، لأنني غلطت في حقه كثيراً ...!، كما ادعى، في النتيجة، عند حلول شهر رمضان، ذهبت اليه في البيت، عاتبته، قال: خليل انت واحد متهوّر، لا تعتني بأيّ متصرف، كيف اعيش معك؟ صعب علي ...!، أقسمت له يميناً بأنه امر رسمي لازم أطيع اوامرك واوامر كل متصرف، تصالحنا، ثم قال، يا خليل إني أخشى عليك أن تُقتل، لا يمكنك ان تقاوم البلدة ...!"
أكمل الحاج خليل " لقد زرت بعض الشيوخ، وعاتبتهم على اعمالهم، وسارت الامور بصورة طبيعية ولم يروا مني ما كانوا يخشون منه، ثم أني كنت متألماً من اعضاء البلدية، اذ انهم كانوا يرتكبون من الاعمال التي لم تبق أيّ حيثية للبلدية بأيّ عنوان، والاهالي يتكلمون، وانا اتكلم معهم حول أخذ الرشوة والسرقات، وكان اثنان من هؤلاء اعضاء بالكهرباء، لا يمكنني ان اذكر اعمالهما، وكل عضو راجع الى شيخ."
أضاف الحاج الاستربادي " أخبروني: إنه بعد سنتين، يجب أن تجري انتخابات للأعضاء، إني جاهدت واصدقائي حتى ينتخب عضو من غير الجماعة، لكن لم نقدر، واهل البلدة، الذين كانوا يشكون من الاعضاء، هم أنفسهم يأتون ويحطون اوراقهم بيد الاعضاء، واني محتار من هؤلاء البشر!"
وذكر الحاج في مذكراته " جاء شيخ فخري الى البلدية، ومعه عثمان وابن عواد – عبد الكريم – ومحمد شهيّب، قالوا: يا خليل، هل يمكن تطلع أعضاء رغماً عنا؟، الجواب: يا اخوان أنتم تشكون من اعمال الاعضاء، وكذلك الفقراء والكسبة، قاموا يتهكمون ويضحكون على عملي!، وقالوا: هم اهالي كربلاء جيدين او سيئين، تقحم نفسك؟ دار بخلدي أن أعمل أوراقاً مزوّرة، ونصف اعضاء اللجنة يساعدوني، كنت متحير، هل اوقف في كل ركن منها اربعة حراس في الليل، يحرسون البلدية!، فمن الصعوبة بمكان سرقة الصندوق من داخل البلدية، لأن من الاكيد ستحدث مقاومة، إذا قتل أحد الحراس سيتهمونني واسجن، وإذا قُتلت خسرت، وايتّم اولادي، على حساب من افعل ذلك!"