الملجأ الأخير .. ثورة العشرين تُنقل الى سجن الحلة
يواصل كامل سلمان الجبوري كتابة مذكرات الحاج تويج التي تتحدث عن دور الحاج عبد رسول تويج في ثورة العشرين.
كتب الجبوري عن لسان الحاج تويج " أجريت لنا محاكمة أنا ونجم العبود وعلي المزعل وعبد الواحد الحاج سكر وغيرهم، وقد دافعت عن نفسي دفاعاً معتبراً ليس له نظير، ودعمتني الشهود، حيث كل شاهد يجلب للشهادة، يجيب بعدم معرفته لي "
يكمل الحاج تويج مذكراته " انتهت محاكمة السجناء كافة، ولم نعرف شيء عن مصيرنا وقرار الحكم، وفي احدى الليالي جاء أحد الشرطة وأخبرنا بأن الجيش سيأتي هذه الليلة ويأخذنا الى الكوفة، الا اننا لم نصدق، بل ساورنا الشك أن عملية اعدام تنتظرنا "
ويضيف عبد الرسول، انه " وفي منتصف الليـل جـاء الجيش بكامل عدته وأخرجنا أنا وعلي المزعل ونجم العبود ومتعب آل شاني والجماعة الباقية كل اثنين بقيـد ( كلبجة )، جاءوا بنـا الى الكوفةِ وأوقفونا مقابل دارنا وقد شاهدت الدار مُهدّم بالكاملِ "
ويتابع الحاج عبد الرسول سرد مذكراته الى كامل سلمان الجبوري " سحبونا الى ( الشط ) وأركبونا ( بالماطور ) الى الكفل ، ومن الكفل ركبنا بعربة سكة الحديد ، وكان الجو بارداً للغاية ، بحيث جعلنا نشعل النـار في العربة ،ولدى وصولنا الى الحلة وجدنا أن الامر سهل ، اذ لم يُنفذ بنا الاعدام ، ثم نقلنا الى الصوب الصغير وأودعنا في السجن مع سلمان البراك وابراهيم السماوي وسماوي آل چلوب وسلمان آل گعید وعدد كبير غيرهم "
و يُكمل الحاج تويج " وقد علمنا بأن المحاكمة في الحلة شديدة للغاية ، الا اننا ما دمنا في السجن محترمين ، وفي كل اسبوع نؤخذ للحمام مرة واحـدة ، ويحضر الحاكم للسجن ويسأل عن صحتنا ورعايتنا من قبل السجانين، وذات يوم وبينما ( برسم ) مدير السجن المركزي في الحلة مغادراً دائرته واذا بالحكّام قدموا علينا من بغداد لتفقد أحوالنا ، وبالوقت نفسه وردت برقية من الحاكم العام ببغداد تنطق بأطلاق سراحنا "
يتبع...