ذكر الكاتب الكربلائي محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة في كتابه ( مدينة الحسين مختصر تاريخ كربلاء )، الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في للعتبة الحسينية المقدسة، في الجزء السادس ضمن الصفحة (٣٠)، اثر الاحتلال البريطاني للعراق و محاولات السيطرة على الجماهير الثائرة في جميع بقاع البلاد.
كتب الكيلدار، انه " وفي الخامس والعشرين من صفر سنة ١٣٣٧هجري الموافق الثلاثين من تشرين الثاني ١٩١٨ ميلادي، حاول البريطانيون ان يلهو الجماهير الثائرة بلعبة جديدة وهي مهزلة الاستفتاء، وجهت نداء الى الحكام السياسيين في الألوية و الاقضية يطلبون منهم أخذ رأي العراقيين بالأسئلة الثلاثة التالية :
وأكد الكاتب على حيّل البريطانيين في تلك الفترة بقوله " علم العراقيون عند ذلك أن هذه أول مرحلة زاغ بها البريطانيون عن الحق ونكثوا وعودهم، بجعل هذا الشرط من البند الأول من أسئلة الاستفتاء، وهو (تحت الوصاية البريطانية)؛ فأنكروا ذلك".
وبيّن الكيلدار دور الجماهير الكربلائية برفض هذا الاستفتاء وعدم الاشتراك به بقوله " عندما شعر الوطنيون الكربلائيون بنوايا البريطانيين الخبيثة التي عند عملائهم بترويج ما يوجب الشائعات الكاذبة التي مفادها عدم علم الإمام الحائري بحركات الوطنيين وأنه لم يوافق على هذا الانتخاب، فكادت هذه الإشاعات تؤدي مفعولها لولا انتباه أعضاء الجمعية الإسلامية وتصديهم لتحرير تلك المضبطة "
وذكر محمد آل طعمة نص مذكرة أحرار كربلاء الوطنيين:
بسمه تعالی
حسب تبليغ حاكم الحلة لنا عن الدولة المفخمة البريطانية العظمى أنها قد تفضلت على العراقيين بطلب انتخاب أي أمير يختارونه، وقد أمرنا أن نجتمع ونتداول الرأي في ذلك ثم تقدم النتيجة الى حاكم كربلاء، فتلقينا أمره بتمام الرغبة وقد سبق الوعد المنشور من الدولة المفخمة البريطانية بالاتفاق مع الدولة الفرنسية بالعبارة الآتية:
إن غرض الحكومتين من الحرب في الشرق تحرير الشعوب تحريراً تاماً نهائياً وإنشاء حكومات وإدارات وطنية في سوريا والعراق تقوم الشعوب بذاتها من خالص رغبتها، كما نشرتها جريدة العرب بعددها 140 الصادر في (15/ 11/ 1917م).