يواصل مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة بنشر سلسلة تحقيقية، أوردها الأستاذ عبد الأمير القريشي مدير المركز حول موضوعة مدفن حبيب بن مظاهر الاسدي.
ذكر الأستاذ القريشي، انه "من ذهب بالقول على ان حبيب بن مظاهر دفن في قبر منفرد، فقد قال الدربندي ان الامام السجاد "عليه السلام" بعد ما انتهى من دفن الامام الحسين عليه السلام جعل يقول : هذا فلان وهذا فلان، والاسديون يوارونهم، فلّما فرغ منهم مشى الى جثة العباس "عليه السلام" فدفنه هناك، ثم عطف على جثث الأنصار، وحفر لهم حفيرة واحدة، وواراهم فيها، الا حبيب بن ظاهر، حيث ابى بعض بني عمه ذلك، ودفنه في ناحية عن الشهداء"
وأضاف" الظاهر من قول الدربندي المتقدم ان قبر بن مظاهر كان قائماَ مشهوراً بدلالة ان السيد مهدي القزويني المتوفي عام 1300 هـ كان معاصر للدربندي المتوفى عام 1285هـ قال : يستحب زيارة شهداء الحسين الذين في الحائر معه،وما خرج كالعباس وحبيب والحر"
وأشار القريشي في تحقيقه الى ان السيد محسن الأمين ذكر في اعيان الشيعة ان بني اسد دفنوا حبيب بن مظاهر في قبر وحده عند رأس الامام الحسين عليه السلام حيث قبره الان" وبيّن الأمين، ان"الاعتناء به لانه اسدي، وان بني تميم حملوا الحر بن يزيد الرياحي على نحو ميل من الحسين عليه السلام، ودفنوه هناك".
وفي سياق متصل ردّ الشيخ شمس الدين على الرأي أعلاه بالقول انه" يوجد قبران؛ احدهما قبر منسوب الى حبيب بن مظاهر وهو موجود داخل الحائر والأخر قبر الحر بن يزيد الرياحي على مسافة عدّة كيلو مترات.
واستطرد الأستاذ عبد الأمير القريشي، ان "هذا الرأي يخالف كلا النصين الانفيين عن الشيخ المفيد، فأنهما صريحان في ان جميع الشهداء دفنوا في قبر جماعي واحد، مع الهاشميين او في قبور جماعية متعددة".