مدير المتحف: حصلنا على براءة اختراع في تصنيف وتسجيل المقتنيات
حوار عبد الجليل حبيب الكريطي
ما ان تقودك خطواتك الى المرقد الطاهر لأبي الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) حتى تجد شواهد وقصص تحاكي الاجيال الحاضرة والمستقبلية وتقف هذه المقتنيات بانحناء وخشوع امام المرقد المقدس لسيد الشهداء (عليه السلام)، وكانت في يوم ما لحضارات ذهبت، ومقتنيات لسلاطين حكموا المعمورة، ولم يبق منها غير ذكرياتها التي احتواها المتحف الشامخ.
وحين الانتهاء من زيارة الضريح الطاهر لأبي الشهداء (عليه السلام) تقودك أرجلك يسارا لتتجه صوب طريق ضيق، وسلالم ترتفع ببهاء قليلا قليلا، لتصل الى مكان بهي حيث النور الحسيني الساطع وسط اجنحة المتحف الصغير نسبيًا بحجمه، الكبير بمقتنياته، ليظهر للعالم ان دم الحسين الشهيد (عليه السلام) ما زال يغلي في النفوس، وان عطر الشهادة الطيب ما زال يملأ المكان المجاور للمرقد الطاهر، ناهيك عن مقتنيات اخرى شاهدناها عن قرب.
يقول الدكتور السيد علاء ضياء الدين مدير المتحف الذي التقيناه: يضم المتحف الكثير من المقتنيات والهدايا ومنها السيوف، والرماح، وأدوات الحرب، وعملات معدنية من أزمان مختلفة، ومصاحف شريفة منها مزينة بماء الذهب، ومخطوطات ترجع الى سنة 1262هـ، وأواني تستعمل لحفظ الماء أو الطعام، بعضها من النحاس أو الخشب، مهداة من مجموعة من الزوّار الإيرانيين، والهنود، والافغان، وأهديت قبل فترة تصل الى 100-200 عام، ومجموعة كبيرة من الطوابع، والأواني المعدنية، والأواني النحاسية، والسجاد، وشبابيك وضعت في أزمان مختلفة على المرقد الطاهر. وأضاف مدير المتحف: ان المتحف فيه تحف نادرة لا تقدر بثمن، ومنها الصندوق المنسوب للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وهي نسخة مستنسخة عمّا موجود في (متحف طوبى) بإسطنبول، ولدينا دعم كبير جدا لتوسعة المتحف وزيادة المقتنيات بعد إكمال المكان المخصص في صحن العقيلة (عليها السلام) من قبل المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (رعاه الله) الذي لديه الهمة والغيرة على التوسع لكي نضع اسماءنا في سجل خدمة الإمام الحسين (عليه السلام )، وأتشرف بكوني خادمًا في المتحف منذ بداية تأسيسه ولحد الآن، موضحا القول: لقد اعتمدنا على انفسنا في إعداد الديكور الخاص للعرض.
وهناك وصف علمي مختلف لكل قطعة فيها أكثر من صفة، لذلك أقمنا مؤتمر الامام الحسين (عليه السلام) الاول في عام ٢٠١٠، وحضره أكثر من ٦٠٠ أستاذ وخبير من الجامعات العراقية، والمتحف الوطني، وشخصيات ذات اختصاص. وتم تدوين المعلومات عن القطع المعروضة واخذنا صفة الاغلبية في تدوين المعلومات، واعتمدت طريقتنا هذه حسب الطرق العلمية الحديثة والمتبعة في جميع المتاحف العالمية وتم منحنا ما يشبه براء. ة اختراع في تسجيل القطع من الناحية العلمية .
ورغم مرور الايام والسنين يبقى الحسين شاهدا وشهيدا وضع دمه قربانا ليبقى الإسلام الصحيح، ويبقى متحف العتبة الحسينية رمزا يذكّرنا بعهود مرّت، وشواهد وآثار تظل خالدة، وتبهر عيون الوافدين اليه من كل مكان.