نشرت جامعة "دبلن" التكنولوجية الإيرلندية وعبر موقعها الإلكتروني الرسمي على شبكة الإنترنت، بحثاً علمياً متخصصاً عن التأثير الذي أحدثه تفشي وباء فيروس كورونا المستجد على قطاع السياحة الدينية في مدينة كربلاء المقدسة.
وجاء في البحث الذي أعدّه كلٌ من الباحثة المستقلة "هديل فارس" والمحاضر في جامعة دبلن التكنولوجية، "كيفن أ. غريفين"، أن "قطاع السياحة الدينية وفريضة الحج، قد تغيرتا حول العالم بشكل كبير إستجابةً لوباء فيروس كورونا، حيث أغلقت آلاف الأماكن المقدسة أبوابها، فيما ناشد القادة الدينيون أتباعهم بعدم أداء رحلاتهم الدينية أو فريضة الحج من أجل سلامتهم وسلامة الآخرين".
وبيّن الباحثان أن "مدينة كربلاء المقدسة، شانها شأن أي مكان مقدس آخر، قد تأثرت بهذا الوباء، حيث كانت هذه المدينة تشهد توافد ملايين الزوّار سنوياً، بإعتبارها من أهم مقاصد الزيارة بالنسبة للمسلمين الشيعة، وخصوصاً في يوم عاشوراء، الذي يصادف ذكرى إستشهاد سبط النبي محمد، الإمام الحسين بن علي (صلوات الله عليهم) في معركة كربلاء، وكذلك في ذكرى أربعين إستشهاده".
وتابع البحث أن "قطاع السياحة الدينية في العراق كان قد شهد تراجعاً مستمراً منذ إنطلاق التظاهرات المناوئة للحكومة في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2019، لكن انتشار فيروس كورونا في العالم كان له الأثر الشديد على صناعة السياحة في العراق وفي كربلاء على وجه الخصوص"، مضيفاً أن "هذا الإنتشار الوبائي قد دفع بالسلطات الى إغلاق حدود بلادها مع إيران ودول مجاورة أخرى، ومنع التجمعات، بما في ذلك المناسبات الدينية، من أجل تجنب تفشي الفيروس".
وأشار معدّا البحث، الى أنه "وفقاً لتوجيهات وزارة الصحة العراقية، فقد أوقفت المدن العراقية ذات الطابع الديني، استقبال السياح والزائرين من داخل وخارج البلاد، لتشهد كربلاء المقدسة إنخفاضاً كبيراً في عدد الزوار بصورة لم يسبق لها مثيل، ونتيجةً لذلك، تأثرت صناعة السياحة بشكل خطير، وكانت الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية المحلية هي الأكثر معاناةً بسبب هذا الإغلاق".