كان السيد محمد مهدي الشهرستاني المتوفى سنة 1216هـ -وهو أحد علماء كربلاء- ومعاصره السيد على الطباطبائي صاحب الرياض المتوفى سنة 1231هـ، على اتفاق وتعاهد مسبق لتوسيع حرم الإمام الحسين (عليه السلام) من جهاته الأربع، وسعياً وراء تحقيق ذلك فقد نفذوا مرادهم عملياً بتوسيع الحرم من الجهتين الشرقية والشمالية وإدماج قبور الشهداء والمسجد الشمالي بالحرم، بل جرى إحداث نوع من التوسيع في الجهة الجنوبية وذلك برفع جانب من الجدران، حتى أنّ السيد الشهرستاني قام بهدم المقبرة التي كان قد أعدّها لأسرته في الرواق الجنوبي وقام بتوسيع هذا الرواق المبارك.
أمّا من الجهة الغربية فقد كان عازماً على إدماج مزار السيد إبراهيم المجاب الذي كان واقعاً في الزاوية الشمالية الغربية من الصحن الشريف، والمحاذي للرواق الغربي وإزالة الحواجز، ولكنّ الأجل لم يمهله إذ توفي في التاسع من شهر صفر سنة ١٢١٦هـ، وكان قد أوصى زميله السيد الطباطبائى بالقيام بهذا العمل بدلاً عنه، والذي قام بإلحاق مزار السيد إبراهيم المجاب بالرواق الغربي من جهة الشمال، وأصبح الحائر الحسيني كما هو عليه اليوم.
ونستفيد من النصوص التاريخيّة أنّ إدماج قبر السيد المجاب ضمن الرواق كان بعد العام ١٣١٧هـ لأنّ الرحالة الإيراني الميرزا (أبو طالب الأصفهاني) زار كربلاء المقدسة في رحلته الموسومة (مسير الطالبي) وسكن خلال تواجده فيها دار عمته، وقد تحدث في ذكريات رحلته عن مواصفات الحرم والصحن الحسيني، فيقول: "وفي وسط الصحن مقام إبراهيم المجاب". ويتضح من هذا القول أنّ إدماج مقام السيد إبراهيم المجاب وقع بعد هذا التاريخ.
المصدر: محمد باقر مدرس آبادي، مدينة الحسين (ع)، تعريب مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص 334.