واصل الوفد الآثاري الأوربي برفقة وفد أكاديمي من جامعة القادسية، جولته البحثية لليوم الثالث على التوالي في محافظة كربلاء المقدسة، حيث قام بزيارة ميدانية إلى منارة "الموقدة" إحدى البروج القديمة التي تقع في عمق صحراء كربلاء على بُعد نحو (15.5) كيلومترًا إلى الجنوب من الشارع العام المؤدي إلى حصن الأخيضر الأثري، والمشيد على كتف الطار المرتفع عن مستوى الهضبة الغربية.
وتُعد منارة "الموقدة" من المعالم المعمارية النادرة في العراق، والتي ما تزال تحتفظ بملامحها الأصلية رغم تقادم الزمن، وتشير المصادر التاريخية إلى أنّ زمن بنائه يعود إلى العصر العباسي في القرن التاسع الميلادي، وذلك لإرشاد قوافل الحجاج العائدين من الديار المقدسة.
وقد أبدى أعضاء الوفد المكوّن من الأستاذ مارتن والأستاذة مارتينا من ألمانيا، والأستاذ ريتشارد من بريطانيا، اهتمامًا بالغًا بالموقع وطريقة بنائه على الطراز الإسلامي، وأجروا توثيقًا ميدانيًا للمنارة، مشيرين إلى أهمية إدراجها ضمن خارطة البحث الأثري والتاريخي للمنطقة.
وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة من الجولات الميدانية التي ينظمها مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، في إطار تعاونه مع الجامعات والمراكز العلمية المحلية والعالمية؛ بهدف تسليط الضوء على المعالم الأثرية وإبراز البعد الحضاري والتاريخي لصحراء كربلاء الغربية.