أكّدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية لحقوق الانسان إن القمع الذي مارسه النظام البعثي بعد فترة الانتفاضة الشعبانية سنة 1991، كان قاسياً على وجه الخصوص بحق مدينتيّ النجف وكربلاء المقدستين.
وقالت المنظمة في تقريرها الصادر بتاريخ حزيران 1992، إنه "منذ إندلاع الانتفاضة، فقد تم إستهداف المؤسسات الدينية وعوائل رجال الدين البارزين في حملة ممنهجة لإخضاع المعارضة الشيعية، والتي يعتقد أن صدام يعتبرها أكبر تهديد شعبي محتمل ضد حكمه، على عكس الأكراد، الذين تتعلق تطلعاتهم السياسية بشكل أساسي داخل المناطق التي يشكلون فيها الأغلبية السكانية".
وتابع التقرير المعنوّن بـ "عذاب لا نهاية له... إنتفاضة 1991 في العراق وما بعدها"، أن "ممثلي الطائفة الشيعية في العراق كانوا قد اتهموا النظام البعثي بأنه أقدم منذ إندلاع الانتفاضة، على إستهداف المؤسسات الثقافية وغير السياسية الشيعية في محاولة منه لتدمير نسيج المجتمع الشيعي في هجمات وصفوها بـ (حملة انتقام واسعة النطاق) في جنوبي العراق"، مضيفاً أن "العديد من المزارات والمواقع والمؤسسات الشيعية في النجف وكربلاء، قد تضررت من جراء قصفها خلال فترة الانتفاضة، فيما تم في وقت لاحق هدم أو إغلاق العديد منها".
ونقلت المنظمة الحقوقية الدولية عن مراسل صحيفة "لندن تايمز" البريطانية والذي كان يزور كربلاء في أواخر نيسان 1991، إعلانه عن أن برنامج هدم معالم المدينة جارياً على قدم وساق وبالتحديد حول ضريحيّ الإمام الحسين وأخيه العباس "عليهما السلام"، في إطار مخطط زعم أركان النظام حينها أنه "منطقة صحية من الخرسانة" حول اثنين من أقدس المراقد الدينية لدى أتباع أهل البيت "عليه السلام" ، حيث تم تحويل المباني المحيطة بشارع الرابط بين المرقديّن إلى أكوام من الأنقاض".
هذا وقد كان لمراسل صحيفة "إيل باياس" الإسبانية "أنجيليس إسبينوزا"، جولة في الأنقاض المحيطة بالضريحيّن بعد شهر واحد فقط من إنتهاء العمليات العسكرية، حيث سأل آنذاك أحد مسؤولي نظام البعث عمّا إذا كان الضرر قد حدث أثناء قصف الحلفاء أو الانتفاضة، ليجيب المسؤول دون أن أي أثر من الخجل، "لا، لقد تم تفجير هذه المنطقة بالديناميت من قبل الحكومة بغرض تجديدها".
"عذاب لا نهاية له... إنتفاضة 1991 في العراق وما بعدها"
حقوق النشر: حزيران 1992 -من قبل منظمة "هيومان رايتس ووتش"
رقم فهرس بطاقة مكتبة الكونغرس: 92-72351
المعرّف القياسي الدولي للتقرير: 1-56432-069-3
المصدر: اضغط هنا